وأبرز مولاي منير القادري بودشيش، رئيس مؤسسة الملتقى العالمي للتصوف، في تصريح لـLe360، أن مشيخة الطريقة نظمت فعاليات الجامعة الصيفية، بشراكة مع مؤسسة الملتقى، وبتعاون مع مؤسسة الجمال، في الفترة من 18 إلى 27 غشت 2022، ومن تأطير علماء وأكادميين ورجال قانون ومتخصصين في التنمية الذاتية، ومجموعة من الأساتذة الجامعيين والمختصين والخبراء، في مجال التربية والتكوين، تحت شعار: "القيم الروحية والأخلاقية للشباب في زمن الرقمنة والذكاء الاصطناعي".
وأضاف ذات المتحدث أن الطريقة اعتادت على تنظيم الجامعة الصيفية في شهر غشت من كل سنة، وذلك في سياق العمل الدؤوب الذي تقوم به، في تأطير الشباب وتحفيزهم على الانخراط الفاعل والإيجابي في محيطهم المجتمعي، وتمكينهم من اكتساب مهارات ومعارف تتلاءم مع متطلبات العصر، دون إغفال الجانب القيمي والأخلاقي الذي يعد اللبنة الأساس في بناء شخصية متوازنة، بما يمكن من تحصينهم ضد التطرف والانغلاق، وتمنيعهم من الأفكار الهدامة والدخيلة، وتشبتهم بثوابت هويتهم الدينية والوطنية الراسخة.
واعتبر مولاي منير أن الجامعة استطاعت -وخلال سنوات من العمل الجاد والمتواصل-، أن تصبح محطة علمية وتربوية بارزة، ومناسَبة للتواصل البنَّاء في ما بين الشباب، حول كثير من القضايا والموضوعات المستجَدة ذات الأهمية الروحية والعلمية والثقافية والوطنية والبيئية وغيرها، وذلك انسجاما مع المنهج التربوي للطريقة، الرامي إلى مواكبة مستجدات العصر وسياقاته، انطلاقا من مبدأ "الصوفي ابن وقته".
وأكد رئيس مؤسسة الملتقى أنه واعتبارا لما يعرفه "عالمنا المعاصر من غزو للوسائل الرقمية بشتى أنواعها، وتطورا متسارعا للذكاء الإصطناعي باستعمالاته المختلفة، وما يفرضه من مواكبة شبابنا لهذه التطورات، واستغلالها على الوجه الأمثل من جهة، ومن جهة أخرى ضرورة تحصينهم وتمنيعهم من الاستغلالات السلبية للتكنولوجيا، وذلك عبر تقوية الوازع القيمي والأخلاقي لديهم، وتوعيتهم بالاستعمالات المحمودة لهذه الوسائل الرقمية"، فقد تمحور موضوع نسخة هذه السنة حول "القيم الروحية والأخلاقية للشباب في زمن الرقمنة والذكاء الإصطناعي"، حيث عرفت التظاهرة الثقافية تنظيم مجموعة من الأنشطة العلمية والتربوية والترفيهية والرياضية، كورشات تكوينية حضورية حول الروبوتيك (Robotique) والذكاء الإصطناعي، والرقمنة وأنظمة الحاسوب، والاستعداد لسوق الشغل ومقابلات العمل، والخرائط الذهنية والحساب الذهني، و تكوينات حول إنشاء وتسيير المقاولات وغيرها.
بدوره، أشار محمد أمين الغويلي، مقدم الطريقة بمراكش في تصريح مماثل لميكروفون Le360، أن الجامعة عرفت بالإضافة لهذه الأنشطة كلها، تنظيم معتكف علمي لمريدي ومريدات الطريقة، تميز بحلقات الذكر وتلاوة القرآن وصحيح البخاري وكتاب الشفا في تعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض، ودروس بعد صلاة العصر بحضور شيخ الطريقة مولاي جمال الدين، ومسابقات ثقافية، وذلك لترسيخ الثوابت الوطنية في نفوس مريدي الطريقة، والمرتكزة أساسا على الملكية والتصوف السني والمذهب المالكي والعقيدة الأشعرية.
في المقابل، بين يحي غومريش المدير التربوي لمخيم "الجمال" للطريقة القادرية البودشيشية، في تصريح لـLe360، أن مخيم هذه السنة شهد مشاركة أزيد من مئتي برعم وطفل، حيث تمحور على محورين اثنين، وهما خدمة الأوطان والوطنية والاعتزاز بالوطن والتشبث بثوابته، والتنوير الوجداني من خلال الذكر والمذاكرة، مبينا أن برنامج المخيم انقسم إلى ثلاث فقرات كبرى، وهي برنامج الذكر، والتكوين العلمي، والبرنامج الرياضي، من منطلق أن "العقل السليم في الجسم السليم".
وشهد الحفل الختامي فقرات إنشادية ومسرحية من إنجاز أطفال المخيم، وكذا توزيع الجوائز على المتفوقين في مختلف المسابقات التي عرفها المخيم.
