خلال هذه المقابلة، قدم الرسام الكبير المهدي قطبي خريطة طريقه وكذا الأنشطة الثقافية المختلفة التي يأمل في تجسيدها تدريجيا على الصعيدين الوطني والدولي.
وفي هذا الصدد، أشاد هذا المتخصص في الفنون التشكيلية بشكل خاص بالملك محمد السادس الذي أوحى بهذه "الفكرة الرائعة والمشرقة لإنشاء هذه المؤسسة التي يتم الاستشهاد بها كنموذج، خاصة في الخارج، لمعارضها وأعمالها".
وأشار إلى أن من بين الأعمال هو أن المتاحف كانت مفتوحة في المغرب خلال الأزمة الصحية. وقال: "إنني أعتبر افتتاح المتاحف هذا بمثابة طريق للنور للأشخاص الذين كانوا محبوسين في منازلهم".
خلال هذا البرنامج الذي تم تسجيله في متحف التاريخ والحضارات بالرباط -سنعود لاحقا إلى اختيار هذا المكان من قبل المهدي قطبي- أكد رئيس المؤسسة الوطني للمتاحف حصريا لـLe360، قراره بإحداث متحف كبير بمدينة الدار البيضاء.
وأوضح المهدي قطبي أن "العاصمة الاقتصادية للمغرب سيكون لها متحفها الخاص، وهو ما أسميه الأكسجين لهذه المدينة الكبيرة".
في هذه المقابلة، أشار المهدي قطبي، المزداد في الرباط والذي هاجر إلى فرنسا في عام 1969 بحثا عن المعرفة، إلى أنه "أولا وقبل كل شيء رسام وأنه سيبقى دائما رساما"، حتى لو كان منخرطا بشكل كبيرا في عمله على رأس المؤسسة الوطنية للمتاحف وأن تقريب الفن لجميع المغاربة يظل إحدى أولوياته.
وأوضح أن "المؤسسة بصدد تحقيق أهدافها المتمثلة في إنشاء متحف في كل مدينة من مدن المملكة" من أجل "دمقرطة الثقافة".
أما عن التردد الذي صاحب مؤقتا ولادة المؤسسة، أجاب المهدي قطبي بوضوح أن كل ما يهمه "هو التعليقات والآراء التي يتم التعبير عنها بخصوص التطورات الثقافية التي حققها المغرب".
ويستشهد بحالة رئيس بنين الذي أكد له، خلال مقابلة أجريت معه مؤخرا، إن "المغرب هو نموذج، من خلال المكانة التي أولاها الملك محمد السادس للثقافة".
كما تحدث رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف عن موضوع آني يتعلق بتعزيز العلاقات المغربية الإسبانية، بما في ذلك قطاع الفنون.
وأكد الفنان المهدي قطبي قائلا "لدينا روابط أخوية وتاريخية بين الشعبين المغربي والإسباني وأريد أن يعرف الإسبان المزيد عن المغرب وتاريخه وثقافته".
ثم أشار إلى أن المؤسسة الوطنية للمتاحف ستنظم معرضا في مدريد بعنوان "حول أعمدة هرقل. علاقات عريقة بين المغرب وإسبانيا". وسيقام هذا المعرض المهم من 24 ماي في المتحف الوطني للآثار في مدريد.
وقال إن هذا المعرض هو نتاج برتوكول اتفاق يتعلق بالتعاون الثقافي الموقع أمام الملك محمد السادس والملك فيليبي السادس يوم 19 فبراير 2019 بين المؤسسة الوطنية للمتاحف ووزارة الثقافة والرياضة الإسبانية. وهذا هو السبب الذي جعل المؤسسة الوطنية للمتاحف تختار تصوير برنامج Grand Format Le360 في متحف التاريخ والحضارات، إذ سيتم عرض أعماله التاريخية الرئيسية في متحف مدريد للآثار.
وفيما يتعلق بالفنون التشكيلية في المغرب، أعلن رئيس المؤسسة عن تنظيم معرض سيخصص لهذه الفنون وكذا للرسم العربي بشكل عام. "سنعيد سرد تاريخ هذه الثروة خاصة بالمبدعين المغاربة الذين يظلون من بين أكثر الفنانين إبداعا في العالم، مع الاستمرار في الانفتاح على العالم العربي، لأنه لأول مرة سيقام معرض عن الحداثة العربية في الرباط لكي نظهر أن المغرب أيضا بلد عربي منفتح على الآخرين".
كما أعلن المهدي قطبي عن الاحتفال في المغرب، يوم 22 يونيو المقبل، بـ"ليلة المتاحف وصالات العرض"، وهي مناسبة للتعريف والترويج للرسم، خاصة لدى الشباب. تخطط المؤسسة أيضا لافتتاح متحف الفن الإسلامي بفاس الذي تم ترميمه وذلك في بداية عام 2023، وكذلك المتحف المخصص للذاكرة اليهودية.
وحول الترويج لثقافة المتاحف في المغرب، قال المهدي قطبي إن "أبواب المتاحف مفتوحة دائما لأن هدفنا هو الانفتاح على الشباب". كما أكد مجانية الدخول إلى المتاحف "كل أربعاء من الأسبوع للطلاب"، بالإضافة إلى مجانية الدخول "أيام الجمعة لجميع المغاربة ولجميع الأجانب الذين يعيشون في المغرب".