قطع فنيّة مصنوعة من الخشب تحاكي فن العمارة في مدينة شفشاون القديمة التي تروي قصة حضارة مدينة تمتد جذورها إلى آلاف السنين بشمال المغرب، هذا هو المشهد في ورشة النجار الشفشاوني عبد المنعم العبدي.
لم تثن جائحة كورونا ولا فرض الإجراءات الاحترازية التي مرت بها هذه المدينة، النجار الشفشاوني عبد المنعم عن مواصلة عمله بورشته التي خصصها لإعادة الحياة إلى معالم المدينة الزرقاء بينها الأبواب والأزقة وفن العمارة التي تميز شفشاون من خلال صناعة نسخ خشبية مصغرة لمعالم المدينة ومنازلها القديمة المزخرفة برموز زرقاء تسر السياح المغاربة والأجانب.
ينحت النجار عبد المنعم الخشب بدقة لوضع التفاصيل على القطعة الفنيّة المتمثلة ببيت شفشاوني قديم ذات شبابيك وبيبان خشبية، وبعد عمل دقيق يستغرق عدة ساعات غالباً تولد القطعة الفنية التي تروي قصة مدينة زرقاء يعشقها الجميع.
ويؤكد عبد المنعم في حديثه مع Le360، أن كونه من سكان المدينة القديمة لشفشاون، حيث ولد ونشأ بين بيوتها القديمة وأزقتها الضيقة، فتح عيناه وسط عدد من النجارين البسطاء الذين يعملون ويعرضون ما تصنعه أياديهم بأزقة المدينة، دفعه لتلقي أولى الدروس في هذه الحرفة التي ظل يكسب منها قوت يومه حتى وصول جائحة كورونا قبل سنتين والتي أثرت سلبا على مدخوله اليومي.
ويضيف عبد المنعم أنه أحب الفن كثيراً خصوصاً فن النجارة ونحت الخشب، لذلك: "كنت أتابع عمل النجارين في حيِّنا منذ الصغر، وعندما أصبحت شاباً رافقت عدداً من أصدقائي النجارين العاملين في مجال صناعة الأثاث حتى تعلّمت منهم بعض تفاصيل الحرفة، وبدأت في ممارسة فن نحت الخشب في ورشهم.. لذلك كانت تلك انطلاقتي في مجال صناعة المصغرات الخشبية حتى مشاركتي في مسابقات ومعارض وطنية...".
وتابع عبد المنعم : "إعجابي الشديد بالطراز المعماري لمدينة شفشاون وبالنقوش التي كانت تزين أبواب وجدران المنازل القديمة المطلة على راس الماء وغيرها من الأحياء، جعلت أعمالي كلها انعكاساً للتراث والتاريخي الشاوني".