طبق الكسكس العرائشي، واحد من الأطباق التي تزين المائدة العرائشية كل جمعة، وخلال الأعراس والحفلات المقامة بالمنطقة، وهو طبق يكشف غنى الإقليم بموروث غذائي متنوع، تشرف عليه النساء على الخصوص، وتحافظن على مكانته أمام تحديات العصر.
عشرات النساء من منطقة أولاد بوجنون انخرطن في تعاونية بونقاب، التي تأسست في 2017، لإعداد حوالي 11 نوع من الكسكس، من بينه كسكس "الزميطة" والذرة والشعير و"البلبولة" والكسكس الخماسي، الذي تشتهر به المنطقة والتعاونية، بفضل الإقبال على اقتنائه وتوزيعه عبر جمعيات وتعاونيات ومحلات بالمنطقة.
نساء الدوار، ومن منطلق هذه المبادرة التي تشرف عليها ماجدة العبودي، استطعن الدفع بخصوصية الكسكس بالمنطقة نحو تحقيق الانفراد، من خلال مساهمتهن في إبراز عراقة وتجذر مقومات الكسكس وارتباطه القوي بالمنطقة، سواء العرائش أو القصر الكبير.
وبخلاف الكسكس الذي تعده النساء في جنوب ووسط المغرب، والذي يعتمد على نوع واحد من الدقيق، يتم إعداد الكسكس بتعاونية بونقاب من خلال الجمع بين أنواع متعددة من الحبوب، بينها الذرة والكاوكاو الذي تشتهر به المنطقة، إلى جانب الشعير، وهي أنواع يتراوح عددها بين 9 "ماركات" و11، مختلفة تتفرد بها التعاونية.
وتعكف نساء تعاونية بونقاب على مزج كل الأصناف من الشعير والذرة بالقليل من الماء، وتحويلها إلى حبات صغيرة الحجم، قبل أن تطهى بشكل تقليدي لنحو نصف ساعة على البخار، يتم بعدها تجفيف حبات الكسكس من خلال نشرها على ثوب نظيف داخل التعاوني، قبل أن يتم إعداده للتسويق في أسواق ومحلات بداخل المغرب، فيما البعض الآخر يتم تصديره إلى الخارج.



