ويستقطب الملتقى، الذي وصل لنسخته السادسة عشر، محبي هذا الفن وعاشقيه، حيث تعتبر المجموعة الرسمية للطريقة القادرية البودشيشية برئاسة مولاي معاذ القادري بودشيش من أبرز رواد هذا الفن، وذلك لنجاحها في تحويل قصائد وأشعار صوفية، لشعراء صوفيين كأبي مدين الغوث والشيخ محمد بن الحبيب البوزيدي والمتصوف عبد الرحمن المجذوب، إلى ألحان ومقامات مغربية، دفعت المستمع لها للشعور براحة وسكينة وطمأنينة.
وفي هذا السياق، أكد مولاي منير القادري بودشيش، رئيس مؤسسة الملتقى، أن السماع والمديح النبوي هو لغة لمخاطبة القلوب والنفوس، معتبرا أن الإنسان جُبِل على الجمال، لذلك "تهفو نفوس المرء نحو القرآن مثلا حتى لو لم يكن عربيا يدرك ويفهم العربية، لأن لغة القرآن جميلة تخاطب القلب والوجدان".
وأضاف ذات المتحدث، في تصريح لـLe360، أن المغرب رائد في هذا المجال بالنظر لمكانة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لدى المغاربة، مبينا أن المجموعة الرسمية للطريقة القادرية البودشيشية تعتبر حاملة للواء هذا الفن الجميل لكونها تضم شبابا يملكون أصواتا شجية وعذبة.
بدوره، نوَّه المنشد السوري محمد بلال بن علي الحموي، أحد ضيوف نسخة هذه السنة من الملتقى العالمي للتصوف، في دردشة مع Le360، بمستوى الفنانين والمدّاحين المغاربة، والذين استطاعوا صبغ هذا اللون الفني بمقامات مغربية مثل ما هو الحال بالنسبة لتلاوة القرآن الكريم، حيث تتميز الصيغة المغربية عن باقي الصيغ والطرق الأخرى، مؤكدا أن هذا الفن يعرف تجديدا وتطويرا مستمرا ليرقى إلى قيمة الممدوح محمد صلى الله عليه وسلم.