وحضر افتتاح هذا الملتقى، المنظم تحت الرعاية السامية لأمير المؤمنين الملك محمد السادس، شيخ الطريقة القادرية البودشيشية الدكتور مولاي جمال الدين القادري، إضافة إلى والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة أنكاد معاذ الجامعي، وعامل إقليم بركان محمد علي حبوها، وعدد من العلماء والمسؤولين والشخصيات العلمية والفكرية.
وفي كلمة افتتاحية، قدَّم الدكتور مولاي منير القادري، رئيس مؤسسة الملتقى، التهاني لسائر الأمة الإسلامية بحلول ذكرى المولد النبوي الشريف، مذكرا في هذا الصدد بما دأبت عليه الطريقة القادرية البودشيشية من تنظيم أسبوع كامل فرحا بمولد الرسول الكريم، عبر تنظيم عدة أنشطة وفعاليات، من ضمنها الملتقى العالمي للتصوف.
وأشار ذات المتحدث إلى أن الملتقى العالمي للتصوف إلى جانب مظاهر الابتهاج الأخرى التي تحييها الطريقة القادرية البودشيشة وسائر الطرق الصوفية الأخرى عبر العالم، يشكل مناسبة علمية وأكاديمية يستحضر فيها الهدي النبوي باعتباره حاملا لجميع القيم الكونية والكمالات الإنسانية، موضحا في السياق ذاته، أن أبرز ما يميز العالم المعاصر هو وجود الصراعات المدمرة والمخاطر المحدقة التي تهدد أمن الإنسان، وتَخْلُقُ لديه قلقا وجوديا، مضيفا أن الأزمة الصحية المتمثلة في جائحة كورونا فاقمت هذا الوضع أكثر، وبينت بشكل جلي الحاجة الملحة إلى القيم.
وسلط الدكتور منير القادري بودشيش الضوء على ما قدمه التصوف عمليا من جهود في ترسيخ الرؤيا الكونية، وتنزيلها عبر نماذج حية، عرفها التاريخ الإسلامي، بما في ذلك الجهود الكبيرة والمتميزة التي قدمها رجالات التصوف المغربي لترسيخ وتثبيت هذه الرؤيا الإنسانية الكونية، والتي جعلت من التدين المغربي حسب ذات المتحدث تدينا متسما بقيم الوسطية والاعتدال، في ظل ثقافة التسامح والانفتاح والتعايش.
وأضاف رئيس الملتقى العالمي للتصوف أن هذا النموذج المغربي جعله مطلوبا إقليميا وقاريا ودوليا، رغبة في استلهام ما يتسم به ويحمله من قيم إنسانية وكونية بانية، "في ظل ما يعرفه من رعاية ملكية سامية، والتي جعلته مرجعا لحل عدد من الأزمات الإقليمية والقارية والدولية، على أساس من الأخوة والتعاون والاحترام المتبادل"، على أساس قاعدة "رابح –رابح"، التي أطلقها الملك محمد السادس.
وعرفت الجلسة الافتتاحية، مشاركة عدد من العلماء والأكاديميين من داخل المغرب ومن خارجه بمداخلات بعدة لغات عالمية إلى جانب اللغة العربية، والتي أجمعت على أهمية مثل هذه الملتقيات، وأهمية موضوع هذه الدورة، ومن ضمنها كلمة الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بمصر، والدكتورة كورتني أروين، مستشارة مستقلة ومحامية، ومتخصصة في الدراسات الإسلامية وحقوق الإنسان.
وقد تخللت هذه المداخلات وصلات من بديع الإنشاد والسماع للفرقة الوطنية الرسمية للطريقة القادرية البودشيشية للسماع والمديح.