فكيك (ويُلفظ الاسم محليًّا فجيج، هي مدينة تنتمي لإقليم بوعرفة، بجهة الشرق، وتبعد عن مدينة بوعرفة بـ105 كلم، وعن مدينة وجدة بـ 370 كلم، ويسكنها زهاء 11 ألف نسمة، حسب الإحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2014، ويحدها من الجنوب والشرق الحدود المغربية الجزائرية، وتشتهر بواحات النخيل التي تضم العديد من أشجار النخيل، وبإنتاج أنواع جيدة ونادرة من التمور، متميزة بحلاوتها وجودتها وذوقها.
وحسب الباحث في تاريخ مدينة فكيك جمال حدادي، فالرسم الحرفي للإسم ظهر بعدة صيغ كـ"فجيج"، وفݣيݣ"، و"فقيق" حسب بعض المؤرخين، بالإضافة إلى النطق المحلي الأمازيغي والمتداول بين السكان بقوة، ولكنه ما يرد في النصوص والكتابات التاريخية والأدبية وهو لفظ "ايفيي"، مشيرا إلى أن اسم "فجيج" (إفجيج)، يحمل الدلالة الجغرافية للفجاج والأفاجيج والإنفراجات التي تخترق الواحة في كل الجهات، مثل فج الملياس أو ما يتسلل من منفرجات الوديان والأنهار والتي تحيط بفجيج.
وأبرز حدادي في تصريحه لـLe360 أن فكيك تعتبر من المناطق الواحية التي عرفت الاستقرار منذ ما قبل الميلاد، ومن بين آثار تلك الحقبة هو انتشار الكراكير والنقوش الصخرية في عدة مناطق، خصوصاً بضواحي جبل "كروز" وجبل "المعيز" و"الحيثما" و"الدويسا" و"لخناك" و"بزناكة" و"زوزفانة"، مبينا أن هذه النقوش الصخرية عبارة عن رسوم تجسد الحيوانات التي كانت تعيش بالمنطقة، وبعض الكتابات والرموز التي تشير لبعض الدلالات والمعتقدات الدينية.
وتتميز المدينة بما يسمى محليا بـ"القصور"، وهي سبعة: قصر زناكة، (وهو أكبر القصور من حيث عدد السكان)، وقصر العبيدات، و"الوداغير"، و"أولاد سليمان"، و"المعيز"، و"الحمام الفوقاني" و"الحمام التحتاني"، إضافة إلى مآثر تاريخية وسياحية، وأهمها "الصومعة الحجرية"، حيث يعود تاريخ تأسيسها إلى القرن الخامس الهجري، على يد ذرية عبد الرحمن الودغيري بن علي، ويبلغ إرتفاعها 19 مترا، وتتكون من قاعدة مربعة يبلغ كل ضلع منها 4.5 مترا، أما عند علو 5.20 متر فإنها تتخذ شكلا ثمانيا، إذ أضيف ضلع جديد بين كل ضلعين مربعين.
وتشتهر فكيك بتنظيم مهرجان ثقافات الواحات، والمهرجان الدولي للمسرح، ومهرجان إتران نتمورت، ومهرجان أقبوش.
