وقال ابراهيم حافيدي، المدير العام للوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان في تصريح لمراسل Le360، إن فعاليات سوس فخورة بهذا الإنجاز الذي يعد ثمرة مجهودات متواصلة للمغرب للحفاظ على هذه الشجرة من الاندثار، مضيفا أنه ومنذ 1998 كان أول اعتراف دولي متعلق بالمحيط الحيوي للأركان من طرف اليونيسكو كتراث عالمي ما شجع كل المتدخلين للعمل أكثر لتثمين هذه الشجرة.
وأكد المتحدث أن الشجرة المتواجدة بكل من جهة سوس-ماسة وكلميم-وادنون وإقليم الصويرة على مساحة تناهز 800 ألف هكتار، حظيت بعناية وإرادة ملكية لحمايتها وخلق التنمية المستدامة بواسطة هذه المجموعة الإيكولوجية التي تلعب دورا مهما وعلى إثر ذلك، يضيف حافيدي، جرى إحداث الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان.
وفي سنة 2014، يورد المتحدث الذي يتقلد أيضا منصب رئيس مجلس جهة سوس-ماسة، حقق المغرب اعترافا دوليا ثانيا بخصوص هذه الشجرة يتمثل في الممارسات الفضلى للنساء المرتبطة بهذا القطاع كتراث لا مادي من طرف اليونيسكو، قبل أن يحظى المغرب بتمويل دولي من الصندوق الأخضر في إطار التقلبات المناخية من خلال غرس 10 آلاف هكتار من الأركان الفلاحي بغلاف محدد في 50 مليون دولار.
وجرى تنفيذ هذا البرنامج، يؤكد حافيدي، بنسبة كبيرة وعلى مشارف النهاية إذ تم غرس أزيد من 6 آلاف هكتار والبقية مبرمجة خلال السنة الجارية، معتبرا هذا الاعتراف مكسبا مهما على الصعيد الدولي وسيزيد من التعريف بالمنتوج الذي أصبح يحظى بسمعة جيدة وبقيمته الغذائية وفي قطاع التجميل.
من جانبه، اعتبر ميلود أزرهون، المنسق الإقليمي لشبكة جمعيات محمية المحيط الحيوي للأركان بتارودانت، الإعلان الأممي مكسبا مهما جدا يأتي اعترافا بالمجهودات الكبيرة المبذولة من طرف هيئات المجتمع المدني والتعاونيات ومؤسسات الدولة المعنية والمنتخبين في هذا الإطار وباعتبار أنه له دور كبير في الاقتصاد الاجتماعي التضامني المحلي.
وتابع المتحدث قائلا: "هذا الدور يتجلى على مستوى التعاونيات والدينامكية التعاونية التي عرفتها جهة سوس-ماسة منذ تقريبا أواخر سنوات التسعينات من القرن الماضي من قبيل تكوين مجموعة من التجمعات على غرار التجمعات ذات النفع الاقتصادي والاتحادات والفيدراليات التي يمكنها أن تلعب دورا في تحسين دور المرأة في هذا القطاع".
وأكد أزرهون الذي يتقلد كذلك منصب المنسق الجهوي للائتلاف المغربي للمناخ والتنمية المستدامة بجهة سوس-ماسة، أن الأركان اليوم أصبح معرضا للانقراض نتيجة الضغط الذي يعرفه وبسبب الرعي الجائر المنتشر في المناطق التي يتواجد بها وكذا التوسع العمراني الذي بدأ يزحف بشكل كبير على حساب شجر الأركان إضافة إلى بعض الزراعات المؤثرة على المجال والمستهلكة للمياه.
وأشار المتحدث إلى أن اعتماد الجمعية العمومية للأمم المتحدة الـ10 من ماي من كل سنة يوما عالميا لشجرة الأركان يلزم أن يكون حافزا لكل المتدخلين للحفاظ عليها من خلال دعم ومواكبة التعاونيات المحلية وإيصال القيمة المضافة للأركان للنساء لتحسين أوضاعهم الاجتماعية وتكاثف الجهود للحد من الضغط الممارس على هذه الشجرة، وإحداث محميات أخرى في الجنوب المغربي خصوصا محمية الطلح وإحياء الواحات بمحيط هذه المناطق بمنطقة وادنون وآيت باعمران لتكون مركزا لاستقرار السكان والحد من الترحال.