وأثار الموضوع الكثير من اللغط في الوسط الفني، حيث انتقد الكثيرون هذا الدعم الاستثنائي مثل الفنان الشعبي عبد العزيز الستاتي والمطربة لطيفة رأفت، بينما أعلن بعض المستفيدين من الدعم نفسه تخليهم عنه بعدما أحدث حصولهم عليه ضجة كبيرة، مثل الموسيقار نعمان لحلو والفنان سعيد موسكير.
وبينما كثرت الآراء المنتقدة لهذا الدعم الاستثنائي، يرى الفنان عادل أبا تراب أن "الفنانين من حقهم أن يستفيدوا من دعم وزارة الثقافة، لأن هذه الوزارة تخصص مبلغا سنويا لدعم المشاريع الفنية لا لملء جيوب الفنانين".
وأكد أبا تراب، في تصريح لـLe360، أن "ذلك المبلغ الذي اعتبره بعض المغاربة كبيرا ولا يحق للفنانين أن يحصلوا عليه، ما هو إلا مبلغ هزيل مقارنة بالدعم الذي تمنحه الدولة لقطاعات أخرى".
وتابع قائلا: "الدعم الذي تقدمه وزارة الثقافة للفنانين ليس "معاونة" هو سياسة اقتصادية، لذلك لا يجب أن يتم الترويج لأخبار مغلوطة دون دراية مسبقة بالقوانين".
أما بالنسبة للفنان محمد خيي فإن "الدعم لا يجب أن يمنح لأشخاص معينين فقط من أجل إسكاتهم أو لأن أحدا توسط لهم ليتمكنوا من الحصول عليه".
وأكد خيي، في تصريح لـle360، أن "الفنانين الحقيقيين الذين يقدمون إبداعات فنية حقيقية، سواء في المسرح أو الغناء، هم الأحق بالدعم".
وأوضح خيي أنه بعد اطلاعه على لائحة الفنانين المستفيدين من الدعم، اكتشف أن هناك أسماء غير معروفة حصلت على الدعم الاستثنائي. وفي المقابل هناك أسماء معروفة ولديها تاريخ في المسرح والغناء، ولكن لم يتم إدراج أسمائهم في اللائحة، يقول الفنان قبل أن يوجه سؤالا إلى وزارة الثقافة قائلا: "على أي أساس يتم اختيار الفنانين الذين يستفيدون من الدعم؟ ماذا قدموا للساحة الفنية المغربية؟".
ولم يتأخر رد عثمان الفردوس، وزير الثقافة والشباب والرياضة، على الانتقادات التي وصفته بـ"غير المنصف" في اختيار لائحة الفنانين المدعومين. حيث نشر على حائطه الفيسبوكي صباح الخميس 1 أكتوبر 2020، توضيحا مطولا يشرح فيه حيثيات صدور الدعم ومعايير اختيار الأشخاص المستفيدين منه.
وأوضح وزير الثقافة في بيانه أن "الشفافية تعتبر من شروط العمل العمومي ويعتبر الولوج إلى المعلومة حقا مكفولا للمواطنين، وعلى هذا الأساس تم بشكل كامل نشر نتائج طلبات عروض مشاريع على موقع الوزارة لضمان الوضوح فيما يخص استعمال المال العام".
وأكد الوزير أن "النشاط الثقافي تلقى ضربة قوية بسبب جائحة كورونا، حيث أن العديد من الفنانين وجدوا أنفسهم بدون أية وجهة ولا أفق في الرعاية أو الاحتضان".
وتابع "إن التدابير الأفقية التي تم إرساؤها بفضل صندوق كوفيد 19، مكنت، بالفعل، أكثر من 3700 من حاملي بطاقة الفنان (القديمة أو الجديدة) من الاستفادة من نظام التضامن كوفيد (راميد وغير المهيكل) أي بنسبة قبول بلغت %70."
وكشف الفردوس أن حجم الأضرار التي لحقت القطاع الفني بسبب فيروس كورونا "دفعت الوزارة إلى تعبئة الصندوق الوطني للعمل الثقافي لإطلاق طلبات عروض المشاريع الفنية كدعم استثنائي من خلال التكييف المدرج في دفتر التحملات لمواجهة إكراهات منع التنقل والتجمعات، والتي لها تداعيات إدارية كان من الواجب استباقها".
أما عن معايير انتقاء المستفيدين من الدعم، فأوضح الفردوس أنه تم إيلاء أهمية خاصة للمشاريع التي يشارك فيها عدد مهم من حاملي بطاقة الفنان غير الموظفين: بمعدل عشر مستفيدين لكل مشروع موسيقي أو مسرحي، تكون نسبة 70% منهم حاملة لبطاقة الفنان لكسب الأهلية للدعم، أي أن 459 مشروع حاصل على دعم 2020، سيكون المستفيدون منه ما مجموعه 2400 حامل لبطاقة الفنان.
وختم وزير الثقافة بيانه بأن أكد أن وزارة الثقافة تعمل جاهدة لرقمنة مسلسل طلب عروض مشاريع من أجل تحسين التواصل مع مجموع الأطراف المتدخلة وتخفيض حجم التبادل الورقي وتسهيل الولوج إلى الدعم.