وسيتمكن الزوار، في الأسابيع القليلة المقبلة، من خلال المسار الذي سيقطعونه داخل هذه الفيلا، الشهيرة بفيلا الصحافي البريطاني والتر هاريس، من زيارة ما يفوق عن 120 عمل فني تشكيلي يرصد الظاهرة التشكيلية في المغرب عبر تعددها واختلافها إلى المرحلة الراهنة، حسب ما كشف عنه عبد العزيز الإدريسي، مدير متحف محمد السادس بالرباط.
وتستقبل الفيلا، التي استكمل مشروع إنقاذها وإعادة الاعتبار لها بشراكة بين ولاية طنجة ووزارة الثقافة ووكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال، وبمشاركة عدد من الخبراء والتقنيين من داخل المدينة ومن خارجها، (تستقبل) لوحات تشكيلية تعد الأغلى من نوعها بالمغرب، وتخص فنانين مغاربة وآخرين عاشوا بالمغرب، من أمثال: ماجوريل، إيدي لوغرون، بلامين، القاسمي، مليود الأبيض وبندحمان.
في الفيلا التي تحولت لفضاء أكبر متحف بشمال المغرب، تُعرض، لأول مرة، أعمال أول سيدة مسلمة عربية تدرس الفنون التشكيلية، مريم أمزيان، كما تُعرض لوحات إمرأة تلتحق بمجموعة الدار البيضاء، مليكة اكزناي، ناهيك عن أعمال الفنانين الأجانب الذين استقروا مؤقتا بطنجة وتأثروا بجمالها، وأسهموا في ترسيخ الأسس الأولى لإقامة العمل التشكيلي بالمغرب.
الفضاء الجديد لمحيط فيلا هاريس، سيقدم صورة متكاملة عن المسار الذي قطعه الفن التشكيلي المغربي منذ العشرية الأولى من القرن الـ19، مرورا ببداية القرن الـ20، وانتهاءً بمرحلة مدرستي تطوان والدار البيضاء، ويكشف مفاهيم الحداثة في الفن التشكيلي التي كان يتزعمها المليحي وشبعة وبلكاهية وعطاء الله.
وتجدر الإشارة إلى أن ولاية طنجة انتهت، مؤخرا، من تهيئة وصيانة وترميم المنتزه الطبيعي المحيط بالفيلا، من خلال تجديد وصيانة المكونات الطبيعية للموقع وتهيئة مسارات لرواد المنتزه وإقامة فضاءات ترفيهية للأطفال وإحداث مرافق صحية والأثاث الحضري وأشغال الإنارة.