وحسب بلاغ صادر عن اللجنة المنظمة لهذا الحدث الصوفي العالمي، فسيتم عقد دورة هذه السنة بشراكة مع المركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام المعاصر، تحت شعار "التصوف والتنمية: دور البعد الروحي والأخلاقي في صناعة الرجال”.
وككل سنة، يتميز الملتقى بعرض مجموعة من المحاضرات والندوات التي يؤطرها عدد من العلماء والأساتذة الباحثين المحليين والدوليين في تخصصات تتقاطع مع مجال التصوف، من قبيل علوم الفلسفة والشريعة والسوسيولوجيا والاتصال والقانون والاقتصاد والعلاقات الدولية، حيث أبرز بلاغ للجهة المنظمة أن عدد مؤطري هذه الفعالية الدينية سيبلغ هذه السنة أزيد من 120 مؤطرا، من بلدان مختلفة، كمصر والجزائر وموريتانيا وبريطانيا وكندا والولايات المتحدة وإندونيسيا والهند والنيجر وجنوب أفريقيا والسنيغال ومالي وتركيا والصومال والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والمكسيك، وذلك لتسليط الضوء على أبعاد وتجليات التربية الصوفية ودورها في صناعة الرجال.
وأبرز البلاغ ذاته أن شعار هذه السنة تم اختياره بالنظر للأهمية التي يتبوؤها موضوع التنمية في الساحة العالمية اليوم، وذلك قصد مدارسته وسبر أغواره والكشف عن كبريات التحديات التي يطرحها في سياق ما يزخر به المكون الصوفي، من إمكانات كبيرة في هذا الباب وما يمكن أن يقدمه من آفاق واعدة فيه، مبينا أن المنظمين يعتبرون أن “التحدي الحقيقي الذي يواجه التنمية اليوم هو العنصر البشري الذي بصلاحه تصلح الأمم وتتألق على جميع المستويات : دينيا، وروحيا، وثقافيا، واجتماعيا”، مبرزين أن “النموذج النبوي خير شاهد على إبراز أهمية العنصر البشري وجعله النواة الأساسية للإصلاح والنهوض بالأمة”.
وأشار المصدر ذاته إلى أن الملتقى سيعرف إطلاق فعاليات القرية التضامنية في دورتها السابعة، والتي ستركز في نسخة هذه السنة على موضوع الكفاءات والخبرات ودورها في رفع مستوى الاقتصاد الاجتماعي والتضامني بالمغرب، حيث إن المشاريع الاقتصادية التنموية تحتاج إلى وجود كفاءات، وذلك رغم وجود رؤية استراتيجية واضحة المعالم ووجود وسائل لتفعيلها.
واضاف المنظمون في بلاغهم أن الحدث الصوفي العالمي سيشهد تنظيم أيضا المنتدى الإسلامي للبيئة، وذلك لمناقشة موضوع الأزمة المناخية الحالية، ودور السلوكيات الإيجابية في التصدي لها، بينما سيعرض منتدى التكنولوجيا والأخلاق موضوع القيم الإسلامية ودورها في تحقيق التوازن بينهما.
وستقام على هامش الفعاليات الفكرية والروحية، مجموعة من الورشات الصحية بهدف توعية المجتمع بمخاطر الأمراض، تحت إشراف عدد من الأطر الطبية المتخصصة، ستشمل في نسختها الأولى أمراض القلب والأوعية الدموية وكيفية الوقاية منها، وتدريب المهتمين بتقنيات الإسعافات الأولية.
وستختتم هذه الفعاليات بتنظيم الليلة الاحتفالية الكبرى بمولد الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام، والتي يقصدها عشرات الآلاف من مريدي الطريقة القادرية البودشيشية من العالم أسره، وثلة من العلماء والمثقفين من داخل المملكة وخارجها.