ويقول صاحب “كليوباترا” عبدالجليل (26 سنة) “سميتها كليوباترا تيمنا بجمال هذه الملكة الفرعونية، حيث أعتمد عليها كثيرا لكنني لا أتعبها في العمل”.
واختار منظمو مهرجان بني عمار، الذي استؤنف هذه السنة بعد توقف لـ5 سنوات بسبب صعوبات مالية، الاحتفاء بالحمار “لدوره الأساسي في اقتصاد وحياة سكان القرية”، بحسب ما يؤكد مديره محمد بلمو.
ويقول محمد بلمو “مهرجان بني عمار يهدف منذ انطلاقته عام 2001 إلى رد الاعتبار لهذا الحيوان الذي ظل صديق الإنسان عبر التاريخ، رغم ما يتعرض له من تحقير وتعنيف وتحقيق إشعاع للقرية يساعد في تنميتها”.
ويضع عبدالجليل إكليلا من الورد على رأس “كليوباترا” مغطيا ظهرها بثوب أبيض مطرز على الطريقة المحلية، أما منافسه محمد “47 سنة” فاكتفى بوضع إكليل من ورد بين أذني الأتان “ملكة الغروب” التي يملكها.
وإلى جانبهما تشارك أتان ثالثة و4 حمير ذكور في المسابقة المقامة في ملعب بحضن جبل وسط القرية.
ويتقدم كل مشارك مع حماره وسط تصفيق جمهور جله أطفال وشباب، ويعد التجاوب بين الحمار وصاحبه ضروريا لإقناع لجنة التحكيم التي ضمت فنانين وطبيبا بيطريا، فضلا عن صحته وزينته.
وتعد هذه المرة الأولى التي تشارك فيها أكثر من أتان في المسابقة، حيث تعد تربية أنثى الحمار “أمرا معيبا” في تقاليد سكان القرية، ولم تظهر إلا أتان واحدة طيلة دورات المهرجان السابقة.
ويحاول عبدالجليل ومحمد وبعض شباب القرية تغيير هذه الثقافة، ليس فقط لاقتناعهما بـ”المساواة” بين الحمير من الجنسين ولكن أيضا لتطلعهما إلى إنتاج حليب الأتان وتصديره.
ويقول محمد: “أملك حمارا لكنني لم آت به للمسابقة، اخترت المشاركة مع (ملكة الغروب) لأعيد الاعتبار للأتان وأعلي من قيمتها أمام سكان القرية”.
ويتابع متحمسا “سمعت أن حليب الأتان يباع غاليا، آمل بأن نتمكن من تأسيس جمعية تعاونية لإنتاجه وتصديره”.
وقبل بدء مسابقة الجمال، كان جمهور المهرجان على موعد مع سباق آخر للسرعة، شارك فيه نحو 20 حمارا على مسافة ألف متر.
ونال عبدالجليل جائزة قدرها 2500 درهم وكيسا من الشعير موجها لـ”كليوباترا” التي سيحتفي بها طيلة السنة من خلال إشراكها في أنشطة ثقافية محلية التي تعد أول أتان تحمل تاج مسابقة الجمال.