ووقف الحضور احتراما للمخرج المغربي، الذي ظهر متأثرا وهو يشاهد عددا من الفنانين وأصدقائه وهم يحتفون به بعد مسار متميز بصم خلاله المخرج الساحة السينمائية بعدد من الأعمال.
الناقد المغربي، حمادي كوم كان له شرف تقديم النجمة الذهبية، للمخرج المغربي، معتبرا أن تكريم فرحاتي مستحق وتتويج لمسار ثلاثة عقود من العطاء السينمائي.
جيلالي فرحاتي خاطب الجمهور بتأثر وهو يقول لهم «لقد أخذتم الطفل الذي بداخلي في جولة بين كراسيكم»، مشيرا إلى أنه أمام هذا التكريم لا يمكنه إلا أن يكون سعيدا.
وولد في 1948 بمنطقة أيت واحي قرب الخميسات، ونشأ في طنجة التي احتضنته وشكلت شخصيته. هو مخرج وسيناريست ومنتج بدأ في المسرح قبل أن ينتقل الى السينما التي شغفته بحبها. درس الأدب وعلم الاجتماع في فرنسا فأصابه الولع بأبي الفنون قبل أن ينتقل الى السينما ويخرج فيلمه الطويل الأول «جرحة في الحائط» في1977، الذي لفت الانتباه إليه في اسبوع النقاد بمهرجان كان بفرنسا.
في 1991 شارك المخرج بفيلمه الطويل «شاطئ الأطفال الضائعين» في المسابقة الرسمية لمهرجان البندقية، كما فاز بالجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للفيلم، ثم الجائزة الكبرى وجائزة أفضل ممثلة لسعاد فرحاتي في بينالي السينما العربية بباريس سنة 1992 والجائزة الكبرى في مهرجان السينما الافريقية بميلانو، والجائزة الخاصة بلجنة التحكيم، وجائزة أفضل مساهمة فنية في مهرجان نامور، وجائزة أفضل ممثلة لسعاد فرحاتي في مهرجان قرطاج، والبرونز في مهرجان دمشق سنة 1993.
ويبقى فرحاتي وفيا للمواضيع الاجتماعية، القريبة من المعيش اليومي للإنسان، ويضرب موعدا جديدا مع الجوائز بفيلمه «خيول الحظ» سنة 1995، حيث فاز بالجائزة الكبرى بالمهرجان الوطني للفيلم، وتنويه خاص من لجنة تحكيم مهرجان قرطاج 1996، والجائزة الكبرى بمهرجان السينما الافريقية بميلانو في 1997.
ومع بداية الألفية أنجز فرحاتي فيلم «ضفائر» 2000، الذي حصل على الجائزة الثالثة في المهرجان الدولي للرباط، وجائزة أفضل ممثلة لسليمة بنمومن في مهرجان قرطاج، والجائزة الخاصة بلجنة التحكيم بمهرجان تطوان للسينما المتوسطية 2001.
ويعد فرحاتي واحدا ممن أسسوا لموجة أفلام جعلت من التاريخ المعاصر والذاكرة موضوعا مركزيا لها من خلال فيلم «ذاكرة معتقلة» سنة 2004، حيث استقبل الفيلم بترحيب كبير وطنيا ودوليا، فحاز على جائزة أفضل سيناريو في مهرجان القاهرة الدولي، والجائزة الكبرى بمهرجان روتردام للسينما العربية، وجائزة الإخراج في الدورة الأولى من مهرجان السينما المغاربية بوجدة، والجائزة الكبرى بمهرجان السينما المتوسطية بتطوان، وجائزة خاصة من لجنة تحكيم المهرجان الدولي بالرباط، وتنويه خاص من لجنة تحكيم الشباب بمهرجان مونبوليي بفرنسا، والجائزة الخاصة بلجنة تحكيم المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، والجائزة الكبرى وجائزة افضل ممثل بمهرجان بانافريكانا بروما، وجائزة الجمهور بالمهرجان الإفريقي بطريفة - اسبانيا.
في 2010 فاز فيلمه الطويل «عند الفجر» بجائزة السيناريو في مهرجان دبي السينمائي الدولي. ونال فيلمه الطويل «سرير الأسرار» في 2013 جائزتي أفضل سيناريو وأفضل صورة في المهرجان الوطني للفيلم.
آخر أعمال المخرج ليس سوى «التمرد الأخير»، والذ يعود فيه فرحاتي إلى تيمة التوثيق لأحداث معاصرة التي شكلت تميزه السينمائي.