ويحمل هذا النهائي أهمية خاصة، ليس فقط لكونه يحدد بطل كأس العرش، بل أيضًا لكونه أول نهائي يُجرى بالمركب بعد إعادة تأهيله وتحديث مرافقه، ما يجعله حدثًا رياضيًا بارزًا يعكس جاهزية المدينة لاحتضان التظاهرات الكبرى، ويُعزز تموقعها في الخريطة الكروية الوطنية.
ومن المتوقع أن يعرف هذا الحدث حضورًا جماهيريًا كبيرًا، بالنظر إلى الحماس المتزايد بين أنصار الفريقين والإقبال اللافت على التذاكر، ما يضع اللجنة المنظمة أمام اختبار حقيقي لضمان مرور النهائي في أفضل الظروف التنظيمية والأمنية.
وقد أعلنت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، في مستهل الأسبوع الجاري، الموعد والمكان الرسميين لإجراء نهائي كأس العرش، فيما تأخر الإعلان عن توقيت انطلاق المواجهة إلى حين الانتهاء من الترتيبات التقنية واللوجستية المرتبطة بتنظيم الحدث، وقد حُدد توقيت المباراة في الساعة السابعة مساءً من يوم الأحد 29 يونيو.
ويخوض نهضة بركان وأولمبيك آسفي هذه المباراة الختامية بعد مشوار ناجح في منافسات الكأس، إذ حجز الفريق البركاني مقعده في النهائي عقب تفوقه على المغرب التطواني بثلاثة أهداف دون رد، فيما تمكن الفريق المسفيوي من انتزاع بطاقة التأهل بعد فوزه على اتحاد تواركة بهدف وحيد.
ويُعد هذا النهائي أول اختبار رسمي للمركب الرياضي الكبير بفاس بعد الانتهاء من أشغال ترميمه وصيانته التي امتدت لـ13 شهراً، همّت تحديث مختلف مرافقه وفقا لمعايير الاتحادين الدولي (FIFA) والإفريقي (CAF)، إذ جرى تعزيز البنية التحتية بأكثر من 500 كاميرا مراقبة ومنظومة إلكترونية لضبط عملية الولوج، إلى جانب إضفاء لمسات معمارية أصيلة تعكس هوية المدينة، كاستعمال الزليج المغربي داخل المرافق.
وتمنح هذه المناسبة الكروية البارزة لمدينة فاس فرصة استثنائية لتسليط الضوء على جاهزيتها لاحتضان كبريات المنافسات القارية، وتعكس في الوقت ذاته تمازج الرياضة بالثقافة في عاصمة روحية تتطلع لأن تكون في صلب المشهد الرياضي الوطني والإفريقي خلال كأس الأمم المقبلة.




