لقد جمع أسود الأطلس بين النتيجة والأداء، وجمعوا أيضا بين بعث رسالة واضحة إلى المنافسين، مؤكدين من خلالها أنهم رحلوا إلى سان بيدرو الإيفوارية حيث كان البدء ويتواصل المقام من أجل إتمام ما بدأوه في قطر، وإبلاغ رسالة واضحة المعاني للجماهير المغربية بأنهم يعملون جاهدين من أجل إشاعة الفرح في أوساط كل المغاربة، والذين يحبون المغرب.
لم يسبق للمغاربة أن تفاءلوا بعد أول ظهور لمنتخب بلادهم بالقدر الذي عبروا عنه هناك في كوت ديفوار وهنا في المغرب من طنجة إلى الكويرة.
لقد كانت الصور والتعاليق التي غصت بها مواقع التواصل الاجتماعي وسائل الإعلام الوطنية دالة. فالمغاربة لا يريدون رسم اللوحة الجميلة التي زينت مونديال قطر فحسب، بل يريدون أيضا أن تكتمل الفرحة بإحراز ثاني لقب قاري بعد إنجاز 1976، الذي مازال محفورا في الذاكرة.
نعم، الأعين على اللقب، لأن الظروف مواتية لذلك، فالأجواء السائدة في تجمع المنتخب الوطني تبعث على الارتياح. من ناحية التدبير، لم يترك المجال للصدف لتقول كلمتها وجرى وضع كل شيء في الحسبان وأثبت اللاعبون في الكثير من المناسبات أنهم يستحقون الحب والدعم المتدفق.
كيف لا وقد تحدى اللاعبون من مغاربة كل العراقيل من أجل الدفاع عن قميص الوطن الأم. وأصروا على وضع بصمتهم في سجل تاريخ كرة القدم المغربية.
من حق المغرب والمغاربة التباهي بلاعبين أداروا ظهورهم للإغراءات من اتحادات بلدان الإقامة. وتحكم عامل الانتماء في اختيارهم.
من حقنا أن نتفاءل ونحن نأخذ بعين الاعتبار قدرات لاعبينا والانسجام الذي يطبع علاقات اللاعبين داخل وخارج الملعب.
لا مراء أن المجموعة التي نالت ثقة المدرب وليد الركراكي والرأي العام المغربي، أثبتت، قبل الظهور الأول في « الكان » الحالي، أننا نتوفر على جيل مهم من اللاعبين المتطلعين لتحقيق أفضل النتائج الممكنة، والمستعدين ليكونوا من أسباب رفع المعنويات الجماعية، ومنسوب الطاقة الإيجابية، وتفجير الفرح في أوساط المواطنين.
رب قائل إننا في البداية، لكن لا بد من التأكيد على أن التفاؤل نابع من الثقة في قدرات رجال المنتخب الوطني، ليس بيعا لجلد الدب قبل قتله.
صحيح أنه لكل مباراة خصوصياتها وحقائقها، لكن ثقتنا في منتخبنا لها ما يبررها. لا أقول هذا فقط لان حضور « كان » كوت ديفوار مسبوق بالتألق في المونديال، بل للايمان بأننا نتوفر على جيل من اللاعبين المميزين، لنسعد بما تحقق مع الثقة في كون الآتي أفضل.