ويعكس تعدد وتنوع هذه الأنشطة والأحداث الرياضية المكانة المهمة التي أضحت تتبوأها حاضرة إقليم وادي الذهب خلال السنوات الأخيرة، باعتبارها قطبا اقتصاديا صاعدا ووجهة رياضية عالمية، بفضل ما تزخر به من مؤهلات طبيعية، من حيث اعتدال المناخ وقوة الرياح، وبنيات تحتية، وكفاءات تنظيمية.
وبالنظر إلى موقعها الاستراتيجي المميز ومؤهلاتها الطبيعية المتنوعة (فضاءات مستوية وأمواج مواتية وغيرها)، فإن الداخلة توفر أفضل الظروف لممارسي مختلف الأنواع الرياضية، لاسيما المائية منها، المغاربة والأجانب، من أجل الاستمتاع برياضاتهم المفضلة.
وهكذا، استضافت مدينة الداخلة الدورة الثالثة عشر من بطولة ولي العهد الأمير مولاي الحسن للكايت سورف 2023، والدورة الثانية من بطولة العالم للألواح الشراعية ذات رقائق الأجنحة (وينغ فوال).
وعرف الحدثان الرياضيان، المنظمان تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، من طرف جمعية خليج الداخلة للتنمية الرياضية والتنشيط الثقافي والجمعية العالمية لرياضات الأشرعة الطائرة، مشاركة أزيد من 70 متزلجا من جنسيات مختلفة، من بينهم 5 مغاربة وصلوا إلى السبورة النهائية.
واحتضنت الداخلة، كذلك، منافسات الدورة الثامنة لتظاهرة «الداخلة داون وايند تشالنج»، وهي حدث رياضي ومغامرة استثنائية تمنح للمشاركين أفضل فرصة لممارسة رياضة التزلج على الماء بالألواح الشراعية الطائرة «الكايت سورف» في إفريقيا.
وتهدف هذه التظاهرة الدولية، المنظمة تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، من طرف «الجمعية المغربية للكايت سورف»، إلى إحداث دينامية جديدة في مدينة الداخلة، التي تشتهر بمؤهلاتها الطبيعية الخلابة ومؤهلاتها السياحية المتميزة، والتي تجعل منها وجهة عالمية مفضلة لهواة ومحبي ومحترفي رياضة التزلج على الماء بالألواح الشراعية الطائرة «الكايت سورف».
وعرفت تظاهرة «الداخلة داون وايند تشالنج»، التي تمنح عشاق ومحترفي رياضة الكايت سورف الفرصة للإبحار وممارسة رياضتهم المفضلة، بمعدل 100 كلم يوميا، على طول الشواطئ الجنوبية العذراء للساحل المغربي، مشاركة نحو 40 رياضيا ورياضية ينحدرون من عدة بلدان من بينها المغرب.
كما تميزت سنة 2023 باحتضان الداخلة لفعاليات الدورة التاسعة من السباق التضامني «الصحراوية»، المنظم تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، من طرف جمعية خليج الداخلة للتنمية الرياضية والتنشيط الثقافي.
وتشكل هذه التظاهرة الفريدة تجربة رياضية نسائية مفتوحة في وجه كل النساء في الفضاء الاستثنائي لمدينة الداخلة، المتميز بجمال مؤهلاته الطبيعية بين المحيط الأطلسي ورمال الصحراء المغربية.
ويعد سباق «الصحراوية»، الذي شاركت في نسخته هذه السنة فرق نسائية من المغرب وخارجه، أكثر من مجرد سباق رياضي، إذ ي عتبر تظاهرة تضامنية تجمع عدة متنافسات حول هدف واحد هو دعم الروح التضامنية لـ«الصحراوية».
من جانب آخر، شكلت مدينة الداخلة المرحلة الثانية من القافلة الوطنية «رياضة بدون منشطات»، التي تنظمها الوكالة المغربية لمكافحة المنشطات في مختلف جهات المملكة.
وتروم هذه القافلة، المنظمة تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، التحسيس بمخاطر تعاطي المنشطات، باعتبارها مشكلة تمس الصحة العامة وليس الرياضيين فقط، من خلال خطاب متاح لجميع الفئات المستهدفة.وتضمن برنامج هذه التظاهرة التحسيسية سلسلة من المواضيع حول «التعريف بتعاطي المنشطات»، و«لماذا منع تعاطي المنشطات في مجال الرياضة؟»، و«تأثير تعاطي المنشطات على الشباب»، و«ما هي السبل لمكافحة هذه الآفة؟»، و«الدور التوعوي للوكالة المغربية لمكافحة المنشطات»، إضافة إلى تنظيم أوراش تربوية ومنصة تحسيسية وألعاب تربوية.
من جانب آخر، شكلت مدينة الداخلة المحطة الأخيرة من الدورة الخامسة عشر للحاق «طنجة – الكويرة» للسيارات، الذي يعد مغامرة إنسانية واستثنائية مفتوحة أمام محترفي وهواة سباقات السيارات، لاكتشاف أو إعادة اكتشاف الموروث المادي واللامادي للمملكة.وأتاح هذا الحدث الرياضي، الذي تنظمه جمعية «شمال – جنوب» (الجمعية المغربية للاتصال والتنمية السوسيو-اقتصادية والتشجيع على الاستثمار)، للمشاركين المغاربة والأجانب فرصة التجول في المغرب، من طنجة إلى الداخلة، واكتشاف المؤهلات السياحية والاجتماعية والاقتصادية الاستثنائية في الصحراء المغربية.
وتروم هذه التظاهرة، التي عرفت حضور حوالي 70 مشاركا على متن حوالي ثلاثين سيارة رباعية الدفع، إطلاع المستثمرين على الفرص الاقتصادية والاستثمارية الواعدة التي تمنحها الأقاليم الجنوبية للمملكة.كما شهدت حاضرة إقليم وادي الذهب تنظيم المرحلة الثانية لسباق «خطوات النصر النسائية»، بمشاركة مكثفة لمختلف الشرائح الاجتماعية والفئات العمرية، وذلك في أجواء احتفالية ورياضية.
ويندرج هذا الحدث الرياضي، الذي يهدف إلى تشجيع وتحفيز جميع الطبقات الاجتماعية وخاصة الفتيات والنساء على ممارسة الأنشطة الرياضية، في إطار برنامج الجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع للموسم الرياضي 2023-2024، الذي يهدف إلى إشاعة القيم النبيلة للرياضة وترسيخ روح المواطنة.وتميزت المرحلة الثانية، التي ن ظمت تحت شعار: «نجري علاش قديت»، بمشاركة متزايدة للشغوفات برياضة الجري، حيث أتاحت للمشاركات تجربة مسار السباق (3 كلم)، واكتشاف الشرايين الرئيسية للمدينة.
واستضافت الداخلة، أيضا، فعاليات النسخة الأولى من دوري مولاي الحسن في الشطرنج السريع، التي نظمت بمبادرة من جمعية فرس وادي الذهب للشطرنج.
وعرفت هذه المسابقة، المنظمة بتنسيق مع المديرية الإقليمية للتربية الوطنية بوادي الذهب بمناسبة تخليد الذكرى العشرين لميلاد ولي العهد الأمير مولاي الحسن، مشاركة 20 لاعبا ولاعبة ينتمون إلى جمعية فرس وادي الذهب للشطرنج.
ويطمح هذا الدوري، الذي جرى بالنظام السويسري في 7 جولات بوتيرة فيشر لمدة 20 دقيقة، إلى تشجيع الشباب والشابات على ممارسة لعبة الشطرنج، بهدف تعزيز مكانة الداخلة في هذا الصنف الرياضي على المستوى الوطني.من جانب آخر، تم التوقيع على اتفاقية – إطار بين الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالداخلة – وادي الذهب والمنظمة غير الحكومية المغربية «تيبو أفريقيا»، بهدف تعزيز دور الرياضة في التطور الشامل وتنمية شباب الجهة.
وتروم هذه الاتفاقية، التي تمتد لثلاث سنوات، إرساء سلسلة من البرامج التنموية من خلال الرياضة لفائدة الشباب في جهة الداخلة - وادي الذهب، وتعزيز التعليم والإدماج المهني وريادة الأعمال لدى الشباب والأجيال الصاعدة والنساء.على صعيد آخر، استضافت مدينة الداخلة أشغال دورة تكوينية لنيل رخصة «CAF-Pro»، التي تعد أعلى مؤهل في هياكل تكوين المدربين.
وتروم هذه الدورة التكوينية، التي تنظمها الإدارة التقنية الوطنية التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بشراكة مع الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، الرفع من مستوى كرة القدم الإفريقية وتثمين المدرب الإفريقي الذي أضحى اليوم قادرا على الاستجابة لمتطلبات عالية وانتظارات متزايدة من مهنة المدرب.وعرفت هذه الدورة التكوينية، الثانية من نوعها التي تنعقد بالمغرب، مشاركة 25 مدربا، بينهم ستة أجانب ينحدرون من تونس وزامبيا ومالي وإثيوبيا ومصر والكوت ديفوار، جرى اقتراحهم من قبل الاتحادات الشريكة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ممن يستوفون شروط المشاركة في هذه الدورة التكوينية.
وتعكس هذه الدينامية الرياضية أهمية الموقع الاستراتيجي والسياحي لجهة الداخلة – وادي الذهب، التي تتوفر على مؤهلات طبيعية وسياحية مهمة ومتنوعة تجعل منها قطبا رياضيا وسياحيا بامتياز، ينضاف إلى الإمكانات الواعدة التي تزخر بها في مجال التنمية الاقتصادية وجذب الاستثمارات الوطنية والدولية.