ويمتد هذا المشروع الذي يشيد بمنطقة واد فاس، على مساحة تقارب 4 هكتارات (ما يعادل حوالي 39.000 متر مربع)، بطاقة استيعابية تصل إلى 10.000 زائر، في وقت تجاوزت فيه نسبة تقدم الأشغال 90 في المائة، ما يعكس حجم التعبئة والانخراط الجاد لمختلف المتدخلين من أجل إنجاح هذا الورش الكبير داخل الآجال المحددة.
وفي تصريح حصري لموقع Le360، أوضح أمين أحلافي، مهندس مشروع منطقة المشجعين بفاس، أن إنجاز هذا الورش، الذي تشرف عليه شركة فاس الجهة للتهيئة (Fès Aménagement)، يهدف بالأساس إلى إحداث فضاء متعدد الاستعمالات والوظائف، لا يقتصر على احتضان التظاهرات الرياضية الكبرى فقط، بل يراد له أن يشكل فضاء حيويا نابضا بالحياة على مدار السنة.
le360
وأوضح المتحدث أن هذا المشروع صمم وفق المعايير الدولية المعتمدة لمناطق المشجعين بما يؤهله لاحتضان التظاهرات الرياضية الكبرى سواء المرتبطة بكأس إفريقيا للأمم أو الاستحقاقات العالمية المقبلة وعلى رأسها كأس العالم 2030، مشيرا إلى أن المنطقة ستتوفر على شاشات عملاقة تمكن الجماهير من متابعة مباريات البطولة طيلة فترة تنظيمها إلى جانب فضاءات مخصصة للأطفال وباحات للألعاب، فضلا عن مرافق للطبخ تضم مطاعم للطبخ الفاسي والمغربي إلى جانب تخصصات إفريقية بما يعكس التنوع الثقافي ويستجيب لمختلف الأذواق.
وسيعزز هذا العرض الترفيهي وجود مناطق تفاعلية أخرى للتعريف بالثقافة المغربية، فضلا عن فضاءات للتزيين ومكياج الأطفال، وأخرى مخصصة للصحافة وكبار الشخصيات (VIP)، كما تتكامل هذه التجهيزات مع مرافق أساسية تشمل المراحيض العمومية وفضاءات الاستراحة، إضافة إلى مجموعة من البنى التحتية والخدمات الضرورية لضمان راحة الزوار وتجربة سلسة وآمنة داخل منطقة المشجعين.
كما أبرز المتحدث ذاته، أن الولوج إلى هذا الفضاء سيكون مجانيا طيلة فترة المنافسات القارية، وذلك بقرار من شركة فاس الجهة للتهيئة، وبتنسيق مع ولاية الجهة وباقي المتدخلين المؤسساتيين، في خطوة تروم تمكين ساكنة فاس وزوارها من الاستفادة من هذا المرفق العمومي الجديد.
وأوضح المسؤول أن التفكير في منطقة المشجعين لم يكن مرتبطا بزمن المنافسات الرياضية فقط، بل استحضر منذ البداية مبدأ الاستدامة، حيث سيتم تحويل هذا الفضاء، عقب انتهاء التظاهرات الرياضية، إلى ساحة عمومية موجهة للاستجمام، وممارسة الأنشطة الرياضية، واحتضان مختلف الفعاليات الترفيهية، فضلا عن اعتماده كمصلى مفتوح لفائدة الساكنة خلال الأعياد والمناسبات الدينية.
ومن منطلق الحرص على إبراز الهوية المحلية، شدد أمين أحلافي على أن التصميم العام للمشروع يحمل طابعا فاسيا خالصا، إذ تم توظيف حرفية الصناعة التقليدية، لاسيما « الطرزة الفاسية »، حيث جرى إعادة إنتاجها في مختلف فضاءات منطقة المشجعين، سواء من خلال توصيف الأرضيات أو تزيين المداخل، بما يمنح المشروع بصمة ثقافية مميزة تعكس العمق الحضاري لمدينة فاس.
ولتواكب مدن جهة فاس مكناس هذه التظاهرة الرياضية، لم تقتصر الجهود على مدينة فاس لوحدها، إذ يجري حاليا إعداد مناطق مشجعين أخرى بعدد من مدن الجهة، من بينها إفران والحاجب وآزرو وصفرو ومكناس وتازة، وذلك بهدف تمكين ساكنة الجهة ككل من متابعة مجريات هذا العرس القاري التي تحتضنها المملكة لأول مرة.
وختم أمين أحلافي تصريحه بالتأكيد على أن الأشغال بلغت مراحل متقدمة، في وقت تسابق فيه الفرق التقنية الزمن لضمان جاهزية منطقة المشجعين “الفان زون” بفاس قبل انطلاق كأس إفريقيا للأمم الأسبوع المقبل، وذلك في إطار مبادرة تروم خلق فضاء احتفالي يجمع بين المتعة الرياضية والتنشيط الثقافي، بما يتيح للمدينة مواكبة هذا الحدث في أفضل الظروف، ويعكس صورة مدينة فاس نابضة بالحياة تستقبل عشاق الكرة الإفريقية بروح الانفتاح والتنظيم الجيد.









