وقالت يومية «الصباح»، التي أوردت الخبر في عددها ليوم الثلاثاء 13 يونيو 2023، أن الوداد دفع ثمن الاستفراد في اتخاذ القرارات الحاسمة، وتغيير المدربين في أقل من موسم واحد، وهم الحسين عموتة والمهدي النفطي وكارلوس غاريدو، ما أدى إلى تشتت أفكار المجموعة، بحكم اختلاف أسلوب كل مدرب، واختلافهم حول تقييم مؤهلات كل لاعب، ونقاط قوته وضعفه، وكيفية الاستفادة منه.
وأضافت اليومية أنه باستثناء عموتة، فإن المدربين الثلاثة الآخرين وجدوا أنفسهم يدربون فريقا لم يشرفوا على تكوينه ولاعبين لم يسهروا على انتدابهم، الأمر الذي ظهر في طريقة تدبير المدرب الحالي سفين فاندنبروك لاختيارات اللاعبين في مباراة يوم أمس، خصوصا إشراك أيمن الحسوني منذ البداية، على حساب رضا الجعدي، وإخراج سيف الدين بوهرة مبكرا، وتعويضه بزهير المترجي، الذي يفتقد التنافسية، بحكم طول غيابه عن الملاعب، بسبب الإصابة، فإذا بالمدرب يشركه في توقيت كان فيه إيقاع المباراة مرتفعا والتباري محتدما.
وأشارت اليومية إلى أن المدرب أيضا لم يستفد من مؤهلات بوهرة في مباراة الذهاب بالقاهرة، إذ لم يشركه إلا في الدقائق الأخيرة، ورغم ذلك استغلها وسجل هدفا ثمينا (1-2)، مشيرة إلى أن تأخر فاندنبروك في إخراج محمد أوناجم الذي تراجع أداؤه في الجولة الثانية، ولم يقدم أي إضافة لخط الهجوم، كما لم يقم بأدواره الدفاعية، وترك زميله أيوب العملود في مواجهة توغلات المصريين، التي زادت خطورة بعد التغييرات التي قام بها مدربهم مارسيل كولر.
وأكدت صحوة الأهلي في نصف ساعة الأخيرة، تقول اليومية، قوة تركيبته البشرية ودكة احتياطه، والفارق الكبير بينه وبين الوداد، الذي عجز بدلاؤه عن تقديم الإضافة، كما تبينت كفاء كولر ولاعبين حافظوا على ثباتهم وتنظيمهم، إلى أن سجلوا الهدف، وكانوا قريبين من إضافة هدف ثان.
ومقابل تخبط الجانب الودادي في تغيير المدربين وظهور تكتلات في الفريق، بسبب التعامل مع وكيلين فقط في صفقات المدربين واللاعبين، ظهر تفوق مسؤولي الأهلي ورزانتهم في فترات الفراغ التي مر منها ناديهم هذا الموسم.
وفي الوقت الذي يسارع فيه سعيد الناصري إلى تغيير المدربين والمعد البدني، في غياب مستشارين، وفريق عمل يوجهه ويساعده على اتخاذ القرارات الصحيحة، فإن مجلس إدارة الأهلي وإدارة التعاقدات به حافظا على استقرار الفريق والطاقم التقني. وعانى الأهلي كثيرا في دور المجموعات، وكان قريبا من الإقصاء، لكن إدارته برئاسة النجم السابق محمود الخطيب، والمدير الرياضي سيد عبد الحفيظ، لم تتأثر بالانتقادات، ووضعت ثقتها في المدرب مارسيل كولر، إلى أن قاد الفريق إلى اللقب الحادي عشر في تاريخه لعصبة الأبطال، تاركا الوداد، الذي يسيره الناصري بمفرده، يدفع ثمن أخطائه، ليخسر لقبا كان في المتناول أمام أضعف نسخة للأهلي في السنوات الأخيرة، وفي ملعبه وأمام جماهيره الغفيرة، التي كانت نقطة الضوء في المباراة، وأظهرت أنها تستحق ملعبا أكبر، وتسييرا أفضل.