في الجديدة، توقفت حركة السير بجل الشوارع الرئيسية، وقصد الآلاف الساحة الرئيسية للاحتفال بالانتصار على الرجاء البيضاوي، وهبت نساء مرددات أغاني، فيما أطلقت أخريات الزغاريد، وهتفت شابات بالنصر، وركض أطفال مدثرين بلباس أخضر بين الأزقة، في سهرة مفتوحة طيلة الليل فاقت حجم أكبر المهرجانات.
ما إن أعلن حكم بداية مبارة فريقا الدفاع الجديدي والرجاء البيضاوي حتى ”انقرض الجنس البشري” من الشوارع والأحياء، إذ ساد هدوء غريب يشبه ”إعلان حظر التجول”، واختفى الجميع بالمقاهي والمنازل لتتبع أطوار المبارة اعتبروها مصيرية، طامعين في فوز يعيد إليهم البسمة التي اختفت.
وحين سجل حارس المرمى لعروبي هدف الفوز خرج الآلاف إلى الشوارع، وتسابق السائقون في الضغط على أبواق السيارات، وهتفت نسوة بالنصر، وطاف شباب بدراجاتهم النارية بين الأزقة، بل سادت المحبة بينهم.
ولم يتدخل رجال الأمن لفض التجمعات، بل حرصوا على تنظيم حركة السير في أهم الشوارع، وحث بعض الشباب على عدم التجمهر وسط الطريق، وجالت سيارات الأمن بكل الأحياء مبتسمين، فالفرحة عمت الجميع.
ولم تنته احتفالات الدكاليين إلا مع الخيوط الأولى من الصباح، إذ يحكي أحد الشباب أن كل المنازل شهدت سهرات خاصة جدا تخللتها أغان وشعارات تتغنى بالفوز، فلا شيء يفوق طعم الفرحة والانتصار.
