اعتقد رجال الإنقاذ أن الطفل لن يصمد أكثر من يوم أو اثنين، فالحالة كانت حرجة جدا. إلا أنه صمد وتعافى مطيحا بجميع التوقعات. قصة مارتونيس حظيت باهتمام كبير من قبل الصحافة الدولية، خاصة في البرتغال، لأن مارتونيس وحين وقعت الواقعة كان يحمل قميص المنتخب البرتغالي برقم عشرة للنجم روي كوستا، أحد رموز الجيل الذهبي بقيادة لويس فيغو آنذاك.
هذا القميص دفع الاتحاد البرتغالي لكرة القدم إلى الاهتمام به بشكل أكبر، فعمل المسؤولون على إحضار الطفل لزيارة المنتخب بلشبونة. وهو ما أتاح لمارتونيس لقاء الكبار على غرار لويس فيغو، والمدرب آنذاك فيليبي سكولاري، بل وحتى الأسطورة الراحلة أوزيبيو، كما أنه صافح رئيس الاتحا الدولي لكرة القدم زيب بلاتر. ويمكن القول إن الطفل الأندونيسي وجد نفسه فجأة من المشاهير، بعد أن كان يصارع الموت.
بيد أن علاقة مميزة ستجمعه بنجم واحد دون غيره، وهو "الدون" كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد، الذي امتدح آنذاك شجاعة الطفل، مضيفا "أن العديد من البالغين ما كانوا سيصمدون مثلما فعل هذا الولد". أما مارتونيس فقد روى ما عاشه بعد التسونامي معلقا ببراءة شديدة: "لم أكن أرغب سوى في الحياة، وأن أجد عائلتي، وأن أصبح لاعب كرة قدم".
أصبح كريستيانو رونالدو الأب الروحي للموهبة الأندونيسية، وقد دعم النجم البرتغالي عائلة الطفل لإعادة بناء المنزل الذي دمره التسونامي بالكامل. وكان مارتونيس قد عثر على والده، لكن والدته وأخواته قضوا جميعهم في الكارثة. وإلى الآن لم تنقطع العلاقات بين الاثنين، وقد زار الطفل كريستيانو رونالدو، في العديد من المناسبات. أصر نجم ريال مدريد بأن يتابع الطفل دراسته ويلتحق بعد ذلك بأكاديمية كرة القدم بالبرتغال.
وبعد أحد عشر عاما تحقق حلم مارتونيس، إذ أعلن نادي سبورتينغ لشبونة مؤخرا خبر انضمام الأخير إلى صفوفه، وهو ذات النادي الذي بدأ منه كريستيانو رونالدو، مشواره الكروي. وعند توقيع العقد، قال مارتونيس "رائع أن أجد نفسي معكم، هذا النادي سيجعل حلمي حقيقة". بينما أضاف رئيس النادي بروفو دي كارفالهو: "مارتونيس سيلعب في الأكاديمية، وسنتابع مشواره سواء على المستوى الإنساني أو المهني". مارتونيس في المقابل كتب على توتير: "أنا منفعل ومتحمس جدا"، علما أن حسابه باسم مارتونيس ك.ر تيمنا بكريستيانو رونالدو.
والآن، على الشاب الشاب الأندونيسي إثبات قدراته حتى يتمكن من الالتحاق بالفريق الأول، ومن تمّ دخول عالم الاحتراف رسميا. ولا شك أن التجربة التي تعرض لها صغيرا، والتي نمّت روح العزيمة والإصرار لديه، ستكون سلاحه الأكبر في لشبونة.