لا يزال المغاربة يتذكرون بكثير من الفخر والاعتزاز، منتخبا أظهر للعالم أن كرة القدم تلعب أيضا في إفريقيا ! في أجواء رمضانية من سنة 1986، حقق المنتخب المغربي، أحد أفضل إنجازاته الكروية، حينما وصل إلى الدور الثاني، متصدرا مجموعة قوية، نافس فيها كل من انجلترا، والبرتغال وبولونيا.
انتهى المشوار الرائع للمنتخب المغربي في مونديال مكسيكو في الدور الثاني، بكرة غادرة، وفي الوقت الذي اعتقد فيه الجميع أن المباراة ستتواصل من خلال الشوطين الإضافيين حصلت ألمانيا على ركلة حرة مباشرة مشكوك في صحتها انبرى لها الاختصاصي لوثار ماتيوس فاستغل خروج الوداني من الحائط وسدد الكرة في الزاوية اليمنى لمرمى الحارس الزاكي الذي لم تنفعه ارتماءته الانتحارية للتصدي للكرة. ليخرج المنتخب المغربي دون شك مرفوع الرأس بعد تمثيله للقارة السمراء أحسن تمثيل.
وخاض المنتخب المغربي المباراة بتشكيلته الكاملة باستثناء قطب الدفاع مصطفى البياز الذي غاب بسبب الإصابة لكن خليفته لحسن الوداني قام بدوره كما يجب حتى الدقيقة 88 عندما انسحب من الحائط البشري الذي أقامه حارس مرماه بادو الزاكي عندما احتسب الحكم اليوغوسلافي زوران بتروفيتش، فاستغل لوثار ماتيوس الثغرة وسدد الكرة بقوة داخل الشباك منقذا منتخب بلاده من التمديد.
ولعب المنتخب المغربي المباراة بمعنويات عالية جدا بعد انجازه في الدور الأول، ولم يكن أشد المتفائلين ينتظر الظهور المشرف أمام الألمان بالذات نظرا لتواجد نجوم من العيار الثقيل أمثال الحارس العملاق شوماخر وياكوبس وماغاث وفولر وليتبارسكي ورومينيغه والوفس وفورستر.
ظهر لاعبو ألمانيا وهم في حيرة من أمرهم بعد أن فشلوا في فكَ شيفرة الحارس بادو الذي رفض الاستسلام في هذه المباراة، قبل أن يسجل المنتخب الألماني هدف الفوز في اللحظات الأخيرة من المباراة بواسطة ماتيوس من ركلة حرة، حكمت على المنتخب المغربي أن يغادر المنافسة برأس مرفوع، وبمشاركة مميزة للحارس بادو الزاكي الذي دخل مرماه هدفان من أربع مباريات.
بعد هذه المباراة، تغيرت أشياء عديدة، وبقيت أخرى على حالها، احترف جل أفراد المنتخب في أندية أوربية، واستطاعت إفريقيا أن تكسب احترام العالم، ليرتفع بعدها عدد ممثلي القارة السمراء في المونديال، أما في المغرب، فظل الجميع يردد أسطوانة أول بلد عربي إفريقي يتأهل للدور الثاني، فظلت الكرة المغربية حبيسة الماضي، وجاءت منتخبات إفريقية لتحطم هذا الإنجاز، فيما ظل المغربي يغني على الأطلال.
