بدأت نجوم عائلة لبرازي تتلألأ في سماء الرياضة الوطنية، مع الأخ الأكبر الهاشمي. فهذه العائلة الصغيرة عرفت في ميدان كرة القدم تحت اختصاص حراسة المرمى، إلا أن هناك حالة وحيدة اتجهت نحو مركز خط الدفاع. إنهم الإخوة الأربعة:الهاشمي، عبد القادر، منير وفوزي.
يعتبر الهاشمي أول فاكهة العائلة، أغوته حراسة المرمى مند نعومة أظافره، تدرب لساعات طوال وكافح لوقت كبير إلى أن وصل إلى هدفه المنشود، ألا وهو حراسة عرين المنتخب الوطني، فكان ضمن أول تشكيلة مشاركة في نهائيات كأس العالم بالمكسيك عام 1970، وبعدها شارك في أول كأس إفريقية فاز بها المغرب بإثيوبيا 1976. مشواره الرياضي، لم يتوقف بنهاية مسيرته الكروية، بل استمر في التشبث والتعلق بحب حراسة المرمى فقرر أن يكون مدرب للحراس، وتخرج العديد من الحارس المميزين على يديه وأولهم أخويه، الحارس الدولي المرحوم عبد القادر لبرازي، ثم منير لبرازي.
تمكن الراحل عبد القادر لبرازي من مواليد 1964، من رسم مساحة تألق كبيرة في ذهن أنصار كرة القدم المغربية عموما، ومحبي الجيش الملكي خصوصا (لعب لنادي الجيش الملكي بين عامي 1988 وحتى 1998)، بعدما سطع نجمه نهاية الثمانينات من القرن الماضي إلى نهاية التسعينات، ليتوج مسيرته بمجموعة من الألقاب، قبل أن تبلغ شهرته ذروتها في التصفيات الإفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم لسنة 1998، والتي أقيمت بالديار الفرنسية، بحكم أنه طيلة المسار التصفوي، لم يتلق مرماه أي هدف. وخاض المرحوم تجربة احترافية خارجية لنادي الإسماعيلي المصري استمرت حتى عام 2000، كأول مغربي يحترف بالدوري الممتاز المصري.
السير على منوال الإخوة
منير لبرازي ثالث الإخوة، سار على منوال أخويه الهاشمي وعبد القادر، فقرر أن يكون نسخة منهم كحارس مرمى متميز، فتعلم أبجديات اللعبة على يدي أخيه ومدربه الهاشمي. تدرج منير عبر فئات النهضة إلى أن وصل فئة الكبار. جلب هو الأخر اهتمام الأندية المغربية له، فكانت سبورتينغ سلا أول محطة له في القسم الأول، من أجل إبراز مواهبه، قبل أن يجاور مجموعة من الأندية الوطنية في مقدمتها أولمبيك أسفي وشباب المسيرة.
فوزي لبرازي، من مواليد 1977، قرر أن يكون شيء مختلف عن إخوته، فقرر أن يلعب كمدافع...طبعا بداياته كانت رفقة النادي، الأم الذي تخرج منه إخوته الثلاثة النهضة البركانية....بعدها انتقل إلى نادي الفتح الرباطي ثم إلى الجيش الملكي، ولم يدم الأمر طويلا فحصل على فرصة الاحتراف الأوربي.
كانت بداية فوزي مع عالم الاحتراف في سويسرا موسم 1999/2000 رفقة نادي سيرفت فيين، وقضى ضمن هذا النادي موسم ونصف، لكنه لم يلعب كثيرا فكانت ضرورة تغيير الوجهة فانتقل إلى هولندا موسم 2000/2001، ليلتحق بنادي توينتي، حيث حصل على فرصته الكاملة، فأصبح يشكل حجر أساس ضمن دفاع الفريق، وبعد موسمين ونصف ناجحين عاد إلى المغرب، فجاور الجيش الملكي موسمين متتالين، قبل أن يلتحق بالوداد البيضاوي.
وحمل قميص المنتخب الوطني كما فعل إخوته، وكانت أول مناداة عليه خلال المقابلة التي جمعت المنتخب المغربي بنظيره الشيلي سنة 2000. ولعب بعد ذلك عدة مباريات رفقة أسود الأطلس، فحصل على فرصة المشاركة في نهائيات كأس إفريقيا سنة 2002. إجمالا أسرة لبرازي عائلة كروية بامتياز أعطت الكثير لكرة القدم الوطنية.