الجيش الملكي.. الزعيم يحتضر!

DR

في 02/05/2015 على الساعة 20:30

"ولادة" فريق الجيش الملكي لكرة القدم، لم تكن كباقي الأندية الوطنية، النادي الذي تأسس عام 1958، وكان يطلق عليه اسم فريق مولاي الحسن، باعتبار أن الملك الراحل الحسن الثاني، هو صاحب فكرة "ولادته"، فقد "سرق" المراحل، إذ شارك في بطولة القسم الوطني الثاني، دون أن يمارس في الأقسام الشرفية.

فكرة تأسيس الجيش الملكي انطلقت بعد حصول المغرب على الاستقلال، من قبل الراحل الحسن الثاني، الذي عرف عنه حبه لكرة القدم، وكان الفريق العسكري وقتها يتكون من لاعبين من القوات المسلحة الملكية، بغية تحسين الأداء على المستوى التقني والبدني والتنظيمي، في أفق الحصول على فريق قوي قادر على إيجاد موقع قدم في الساحة الكروية الوطنية.

يتميز فريق الجيش الملكي بطابع خاص مختلف كثيرا عن باقي فرق البطولة الوطنية الاحترافية، ولا يقتصر الأمر على ظروف تأسيسه وكذا مصادره المالية فقط، ولكن أيضا في قانونه الداخلي ونظام تسييره وتدبيره. ولا يتوفر "الزعيم"، كما يلقبه الأنصار، واسمه الحقيقي الجمعية الرياضية للقوات المسلحة الملكية، على منخرطين، كما هو معمول به في باقي الأندية الوطنية، ولا يعقد جموعه العامة السنوية، لانتخاب رئيس جديد مثل باقي الأندية الكروية الوطنية.

وتتشكل المكاتب المسيرة للفريق العسكري بالتعيين أو الانتداب من قبل المشرفين على المؤسسة العسكرية، علما أن الرئيس الحالي الجنرال حسني بنسليمان، هو الذي يسهر على مسألة انتداب من يسير الفريق بطريقة مباشرة، وأغلبهم أطر في القوات المسلحة والدرك الملكي.

ويتعامل الجيش الملكي، الذي يعد أكثر الفرق الوطنية تتويجا بالألقاب إذ فاز الفريق بأول لقب للبطولة عام 1961، مع مسألة التعاقد مع اللاعبين الأجانب بالقطيعة المطلقة، إذ في الوقت الذي يمكن فيه لباقي الأندية الوطنية الاستفادة من خدمات اللاعبين الأجانب، كما أن جميع الرياضات الأخرى التابعة للفريق العسكري، يمكنها بدورها التعاقد معهم وانتدابهم، فإن فريق الجيش الملكي محرم عليه بشكل قاطع التعاقد معهم.

ويبقى السبب الرئيسي في استبعاد اللاعبين الأجانب من الفريق العسكري، إلى أن الملك الراحل الحسن الثاني، أوصى الرئيس الحالي الجنرال حسني بنسليمان، أنه يرغب في هذا الفريق أن يشكل فقط من اللاعبين المغاربة، وأنه يريده أن يكون نموذجا فريدا من نوعه، وأن لا ينتدب أي لاعب أجنبي، مهما كانت حاجة الفريق إليه، وهذا ما يحدث إلى يومنا هذا، إذ حافظت إدارة الجيش على هذا التقليد، على الرغم من المطالب المتكررة لأنصار الفريق، بالتعاقد مع لاعبين أجانب قادرين على دعم صفوف الفريق، حتى يستعيد "الزعيم" توهجه الذي كان عليه في العهود السابقة. 

بدأ فريق الجيش الملكي يفقد بعضا من بريقه، فبعد أن عاش فترة زاهية، إذ حصد جملة من الألقاب، هاهو "الزعيم" يتوارى خلف الأنظار، إذ ابتعد عن منصة الألقاب في السنوات الأخيرة.

تحرير من طرف صلاح مغاني
في 02/05/2015 على الساعة 20:30