وإذا كان ملعب البشير يمتلك من المواصفات اللازمة لجعله مركبا دوليا، بحكم كبر الفضاء المحيط به وخصوبة أرضيته التي امتلكت في مواسم سابقة عشبا وصف بالأحسن إفريقيا، فإن التماطل الذي شهده مشروع تحويله إلى مركب رياضي وخلق قاعة مغطاة بجانبه، جعل حالة الملعب تسوء يوما بعد يوم رغم ما يقوم به حاليا المسؤولون من إصلاحات وحماية للعشب، فإن مشروع القاعة المغطاة يظل موضع جدل ساكنة المحمدية بعد أن طالت الأشغال به وتوقفت في عدة مناسبات دون مبررات.
أكد سعيد الرماوي، موظف بالمجلس البلدي ومدير ملعب البشير، لـLe360 أن المجلس البلدي بعت بملتمس إلى وزارة الشباب والرياضة، من أجل الإسراع بإصلاح هذه المعلمة التاريخية، مشير إلى أن المجلس يقوم بمجهودات كبيرة للحفاظ على بعض المكتسبات التي يتوفر عليها الملعب في انتظار أن يشهد إصلاحات جذرية في المستقبل القريب.
وتابع مدير المركب البشير، أن لولا المجهودات المبذولة، لا كان واقع هذا الملعب أفظع من الواقع الذي هو عليها حاليا، مضيفا أن الإدارة تقوم بإصلاح الأرضية وبعض المرافق الحيوية بين الفينة والأخرى، رغم الإمكانيات المحدودة المتوفرة، في انتظار توفير إعتمادات مهمة في إطار الشراكة التي ستجمع بين المجلس وزارة الشباب والرياضة مستقبلا.
وأوضح المتحدث ذاته أن تأهيل الملعب البشير يتطلب إعتمادات كبيرة، إذ يلزم على سبيل الذكر لا الحصر، لإصلاح أعمدة الإنارة الداخلية لأرضية الملعب حوالي 400 مليون سنتيم، فضلا عن مستودعات الملابس التي يلزم لإصلاحها حوالي 200 مليون سنتيم، فيما لإصلاح المدرجات يتطلب الأمر حوالي 900 مليون سنتيم، ما يعني أنه يلزم تضافر جهود مجموعة من الفعاليات المسؤولة لإعادة الروح لهذه المعلمة الرياضية.
من جانبه، أكد نجيب كريم، نائب رئيس فريق اتحاد المحمدية لكرة القدم لـLe360، أن وضيعة ملعب البشير الذي احتضن في سنة 1983 مباراة كان أحد أطرافها فريق بايرن ميوخ الألماني بلاعبيه الكبار روميغي و مولر ... ، أصبح يدمي القلوب، مشيرا إلى أن أزمة كرة القدم في مدينة المحمدية، من خلال انحدار فريق الشباب إلى قسم المظاليم، والمركز الأخير الذي يحتله الاتحاد على سبورة الترتيب العام في بطولة القسم الثاني للموسم الرياضي الحالي، مرده إلى سوء أرضية ملعب البشير، التي لم تكن في حالة جيدة تساعد الفريقين على تقديم أداء جيد داخل قواعدهما.
وتابع المتحدث ذاته أن المجلس البلدي في دورته الأخيرة، رفع ملتمس إلى وزارة الشباب والرياضة من أجل التدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه حتى يعود هذا الملعب الذي احتضن مباريات كبيرة، في مقدمتها مباريات المنتخب الوطني الأول. فضلا عن أنه منح الكرة المغربية لاعبين من العيار الثقيل، في مقدمتهم أحمد فراس، صاحب الكرة الذهبية، ومحمد البشير "بنيني" الذي يحمل الملعب اسمه، بعد أن حمل البشير قميص شباب المحمدية، خلال فترة الخمسينات والستينات.
وأكد الطاهر الرعد، مدرب فريق شباب المحمدية لكرة القدم لـLe360، أنه من العيب والعار، أن يصبح ملعب البشير الذي يعود بناؤه إلى المرحوم الأمير مولاي عبد الله شقيق المرحوم الملك الحسن الثاني، والذي اعتاد زيارة مدينة المحمدية، وكان حينها فريق شباب المحمدية يمارس في الدرجة الثانية، ولم يكن يتوفر على ملعب في المستوى على الحالة التي هو عليها حاليا.
وتابع مدرب فريق الشباب أن ملعب البشير يمتلك من المواصفات اللازمة لجعله مركبا دوليا، غير أن التماطل الذي ساد مشروع تحويله إلى مركب رياضي، جعل حالة الملعب تسوء يوما بعد يوم رغم ما يقوم به حاليا المسؤولون من إصلاحات وحماية للعشب.
يطرح المهتمون بالشأن الرياضي بمدينة المحمدية مجموعة من الأسئلة حول سبب بطء سير مشروع تحويل ملعب البشير إلى مركب رياضي، الذي تقرر منذ سنوات، مشيرين إلى أن المشروع ظل حبيس الورق والتصريحات.
وكان مجلس بلدية المحمدية تعهد في وقت سابق بتخصيص غلاف مالي كبير لتحويل ملعب البشير إلى مركب رياضي، عبر مراحل تنتهي نهاية سنة 2006، وتضمن مشروع تحويل ملعب البشير إلى مركب رياضي، بناء قاعة مغطاة بها 3000 مقعد وإعادة زرع العشب وتجديد نظام سقيه وصيانة المستودعات والمنصة الشرفية ومنصة الصحفيين وتوسيع طاقته الاستيعابية وإصلاح ملاعب التداريب التابعة له وتغيير نظام الإنارة بالملعب الرئيسي وتزويده بسبورة إلكترونية وتهيئة المضمار وإصلاح موقف السيارات، وزيادة السعة بإصلاح المدرجات المقابلة للمنصة الشرفية.
