ألعاب القوى.. عجز عن تكوين الأبطال رغم توفر الإمكانيات

DR

في 08/02/2015 على الساعة 19:30

لم تستطع رياضة ألعاب القوى أن تستعيد تألقها على الصعيد الدولي كما عودتنا في السنوات السابقة، وذلك بالرغم من الإمكانات المادية والبنى التحتية التي تتوفر عليها الجامعة التي تسهر على تدبيرها. وهنا نعود للحديث عن مشكل غياب الخلف في أم الألعاب التي كانت بالأمس القريب تعج بخيرة النجوم على الصعيد العالمي.

وعزت مصادر Le360 أسباب تراجع رياضة ألعاب القوى الوطنية إلى غياب برنامج هادف ومتكامل من شأنه أن يفضي إلى تطوير والنهوض باللعبة التي تلتهم ميزانية ضخمة من مالية الدولة وصلت هذه السنة حوالي 8 ملايير ونصف، حسب ما ورد في التقرير المالي للجامعة أثناء الجمع العام الأخير.

من جانبه، عزا عزيز داودة، المدير التقني السابق للجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى، غياب الأبطال المغاربة عن الساحة الدولية كما كان عليه الأمر في وقت سابق إلى الاعتماد على سياسية التغيير، والانطلاقة من الصفر، في الوقت الذي كان لزاما العودة إلى النتائج السابقة والتراكمات والراوسب السابق، خاصة الفترة التي شهدت تألق الجيل الذهبي، من أجل تكوين أبطال جدد قادرين على رفع الراية المغربية عاليا في المحافل الدولية.

وتابع المتحدث ذاته في اتصال هاتفي مع Le360 أن التراجع الذي تشهده ألعاب القوى الوطنية يتحمل مسؤوليته كل المتدخلين في اللعبة بداية من وزارة الشباب والرياضة، مرورا بالجامعة الوصية على هذه الرياضة، ووصولا إلى الأندية والعصب، باعتبارهم عجزوا عن تكوين أبطال قادرين على حمل مشعل تألق ألعاب القوى الوطنية.

وقال محمد نوري، الناطق الرسمي للجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى، إن مسار عبد السلام أحيزون، الرئاسي تميز بإنشاء العديد من البنايات الرياضية كان آخرها مركز تكوين العدائين بابن جرير، مضيفا أن تشييد المركز يأتي إلى جانب العديد من المراكز الأخرى، التي تم خلقها إلى جانب أكاديمية إفران لرياضة أم الألعاب، تحت برنامج سطرته الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى بإشراف مباشر من رئيسها عبد السلام أحيزون، بهدف تنمية وتطوير البنيات التحتية الوطنية الخاصة بألعاب القوى.

وتابع المتحدث ذاته في اتصال هاتفي مع Le360 أن عبد السلام أحيزون، يعكف على إنجاز المشاريع والمرافق الرياضية، في إطار رياضة القرب وذلك من أجل التنقيب عن المواهب الرياضية وفسح المجال أمامها لإبراز طاقاتها ومؤهلاتها الرياضية.

وختم نوري تصريحه أن هذه العوامل كلها جعلت أسرة ألعاب القوى تدفع إلى التمسك بالرجل وإعطائه ولاية ثالثة من أجل إكمال ما بدأه، حتى يتسنى لرياضة ألعاب القوى من استعادة مكانتها وهيبتها في الحلبات والملتقيات الدولية.

خطر المنشطات

توقيف الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى مؤخرا للعداء أحمد بداي، المتخصص في السباقات على الطريق، لمدة سنتين، بعدما سقط في فخ المنشطات، يؤكد أن ألعاب القوى الوطنية، مازالت تتخبط في مشكل المنشطات الذي شكل السمة الطاغية على المشاركة الوطنية خلال أولمبياد لندن الأخيرة، إذ توج المغرب خلالها ببرونزية يتيمة، وشهدت تلك الدورة؛ سقوط المغرب في وحل المنشطات وفضائح العدائين، وكان الكل ينتظر إزاحة الرئيس الحالي عبد السلام أحيزون من فوق هرم جامعة أم الألعاب، إلا أن العكس ما طرأ، إذ ناشد مجموعة من الأندية الرئيس الحالي بالعدول عن قرار استقالته والترشح لولاية ثالثة. بعد أن أنهى ولايتين سابقتين على رأس الجامعة وهو ما يحدده قانون التربية البدنية الجديد رقم 09.30، الذي ينص على أن الرئيس لا يسمح له بتجاوز ولايتين.

اختيار العدائين حل التجنيس

بعد موجة التجنيس الذي شهده المغرب مباشرة بعد نهاية الألعاب الفرنكفونية لسنة 2013، مجموعة من الشباب المغاربة أرادوا حمل جنسيات أجنبية، بعدما قضوا سنين طويلة داخل المركز الرياضي الذي أهلهم ليصبحوا مشاريع أبطال حقيقيين، غير أن أسباب هذه الظاهرة ما تزال غامضة وتحير كل المؤطرين. هذا في الوقت الذي يرى فيه بعض الأطر أن الأمر أصبح عاديا، فمعظم العدائين يحققون توقيتا متميزا، لكن مع كثرة الأبطال يحتلون مراكز متأخرة على المستوى الوطني، وبالتالي يكونون مستبعدين من المشاركات الدولية.

تحرير من طرف صلاح مغاني
في 08/02/2015 على الساعة 19:30