خصصت الصحف الوطنية الصادرة، يوم غد (الثلاثاء)، هامشا واسعا من صفحاتها الرياضية لتغطية مشاركة الأندية المغربية في المنافسات القارية، ف"الجيش نجا بأعجوبة من كمين فريق عزام التانزاني، والفتح سقط أمام سيوي سبور الإيفواري"، ليبقى المغرب غير ممثل في منافسات عصبة الأبطال، فيما زكى الوداد مسلسل التواضع بإقصاء مر أمام الفريق الموزمبيقي".
وكتبت جريدة رسالة الأمة، في صفحتها الرياضية عن القرعة المرتقبة، والتي من خلالها سيتعرف الجيش الملكي والفتح الرباطي عن خصميهما القادمين، ففريق الفتح الرباطي بالرغم من إقصاءه من ثمن نهائي عصبة الأبطال، سيمر إلى منافسات كأس الإتحاد الإفريقي. وتحدثت عن سيناريوهات القرعة التي ستسفر حتما عن مواجهات عربية صرفة، نظرا لوجود تسعة أندية بين صفوف المتأهلين.أما جريدة الأخبار، فركزت على الفريق الأحمر الذي غادر منافسات الكاف، ونقلت تصريحا لمدرب الفريق بادو الزاكي، الذي اعتبر "إن غياب جماهير الفريق ساهم في إقصاء الودا رغم الفوز على موكولمانا ليكا الموزمبيقي، واصاف الزاكي أن الوداد كان في حاجة لجماهيره الوفية ، معتبرا أن الأجواء التييعيشها الفريق هي من كانت وراء الإقصاء”.
من جهة أخرى كتبت اليومية، عن مداخيل اللقاء التي لم تتجاوز سبعة ملايين سنتيم، بعدما تتبعها فقط حوالي 2700 متفرج، بسبب مقاطعة الجماهير لمباريات الفريق احتجاجا على التسيير.وكتبت جريدة الصباح، عن الأجواء التي أعقبت مباراة الوداد، حيث صفق الجمهور القليل الحاضر على لاعبي الفريق رغم الإقصاء.
مستنقع الأزمة
مرت سنة أخرى، ومازال حلم التتويج بلقب عصبة الأبطال بعيد المنال، لتتأكد مرة أخرى أزمة الكرة الوطنية لا على مستوى الأندية، ولا على مستوى المنتخبات، التي باتت عاجزة عن تحقيق نتائج إيجابية في المحافل الإفريقية. والأكثر من ذلك أن الأندية المتألقة قاريا، ونعني بذلك الأندية المصرية، تلعب المنافسات القارية في غياب دوريها المحلي، إلى جانب عقوبة اللعب بدون جماهير بالنسبة للأهلي.
إقصاء الفتح والوداد، والمرور الصعب للجيش الملكي، سبقه إقصاء مرير لنادي الرجاء في منافسات كأس الاتحاد العربي، ما يعكس الصورة الحقيقية للأندية المغربية في مرآة إفريقيا.
ولعل من أزمات الكرة الوطنية، هو العيش على الأطلال وذكريات الأولين، بينما تعمل الدول "الصغرى" كرويا على تطوير نفسها. فقبل أربع سنوات، أقصي الجيش الملكي من ناد مغمور في الرأس الأخضر، حينها شكلت هذه الهزيمة صدمة للشارع الرياضي، وتحدث الجميع عن نلك الأعذار الجاهزة من قبيل التحكيم والأدغال الإفريقية، غير أن الجواب جاءنا في يناير الماضي، حينما ظهر منتخب الرأس الأخضر منتخبا قويا، ومر إلى الدور الثاني من كأس إفريقيا على حساب المنتخب المغربي، مقدما لنا درسا كبيرا، فحواه أن من لا يتقدم بالضرورة يتراجع.