طغى حدث الديربي على الصحف المغربية طيلة الأسبوع الجاري، وخصصت تغطية لأدق تفاصيل المواجهة، سواء من الناحية التقنية، الفنية، والتنظيمية.
جريدة المنتخب المتخصصة، قامت بتغطية خاصة للحدث، وخصصت أربع صفحات تحت عنوان "الوداد لتجاوز الأحزان والنسور لوضع الدرع في الميزان"، وقدمت "وصفات سرية وحروب علنية لمباراة استثنائية.
وفي التفاصيل كتبت الجريدة أن ديربي هذه السنة يضع الرجاء على مستوى أعلى من حيث الترشيحات والأفضلية ويمنح النسور الخضر هامشا أقوى للمنافسة على اللقب، بخلاف وضع الوداد المتأرجح والمتأزم والذي خنق حلم التتويج.
أما جريدة الخبر، فخصصت تغطيتها للحدث، عبر رصد الأمور المحيطة به، وكتبت عن مواكبة قنوات أجنبية للديربي، من بينها قنوات فرنسية مثل "فرانس 2” و"كنال بلوس"، كما تحدثت عن السرية التي تطبع استعدادات الزاكي للقاء، حيث قرر مدرب الوداد إجراء تداريب الفريق الأحمر دون حضور الجمهور، حتى يتمكن اللاعبون من الحفاظ على تركيزهم، كما ألغى الحصة المفتوحة التي كان يخصصها لوسائل الإعلام لحضور التداريب.
رغم هذا الاهتمام الإعلامي الكبير لحدث الديربي، وجب الحديث عن بعض الأمور التي جعلته يتراجع في ترتيبب الديربيات العالمية من الرتبة الثامنة إلى الرتبة السادسة والعشرين. فديربي هذه السنة يتسم بمقاطعة لجماهير الوداد احتجاجا على سياسة عبد الإله أكرم في تسيير الفريق، كما أن الحملة التي يخوضها ضد بعض العناصر من فصائل المشجعين راح ضحيتها سبعة أشخاص زج بهم في السجن. علاوة على المستوى التقني العام للمباراة، كلها أمور ستؤثر على اللقاء، وستجعل الفرجة تنحسر في المدرجات عوض رقعة الميدان.
من جهة أخرى، حينما وضعت لجنة البرمجة الديربي في الجولة السادسة والعشرين، ذكرت جل التوقعات أنه سيكون بمثابة نهائي البطولة، لكن تراجع مستوى الوداد أفرغ المباراة من حمولتها التشويقية، وجعل الرهان يبقى أخضرا صرفا، كما أن الوداد سيبدأ المباراة وهو "منهزم" ماديا بعد حملة المقاطعة، علاوة على رفع ثمن التذكرة إلى خمسين درهما للمدرجات العادية، وهو ما يهدد الحضور الجماهيري.
وعلى رقعة الميدان، سيثير تعيين الحكم بوشعيب لحرش العديد من الأسئلة، ليس على مستوى كفاءته، فالجميع يشهد أنه الحكم رقم واحد وطنيا، لكن انتماءه لعصبة الدار البيضاء يعيد إلى الأذهان تلك الديربيات "المخدومة"، والمعروفة نتيجتها سلفا، والتي -بالصدفة- يكون فيها الحكم منتميا لعصبة الدار البيضاء. الرهان حقا كبير، إعادة الوهج المعتاد للديربي وتسويق صورة مشرفة عن الكرة المغربية.