وسيسعى ممثل كرة القدم المغربية في هذه المسابقة، إلى انتزاع لقبه القاري الثاني، بعد أن توج بلقب الكأس ذاتها في نسختها لسنة 2018، على حساب نادي فيتا كلوب الكونغولي.
وتحذو فريق القلعة الخضراء رغبة أكيدة في تحقيق هذا التتويج لانقاذ موسمه الكروي والمصالحة مع أنصاره، سيما بعد تعثره محليا بخروجه من منافسات كأس العرش، وفقد كل أمل في التنافس على لقب البطولة الوطنية الإحترافية بعد اتساع هوة النقاط بينه وبين غريمه التقليدي الوداد الرياضي، الذي نجح في حسم مواجهة الدريبي البيضاوي مؤخرا لصالحه، ليخطو بالتالي بثبات نحو إحراز اللقب.
كما يطمح فريق الرجاء عندما يواجه شبيبة القبائل،الى ربط حاضره بماضيه وإحياء ذكرى أول تتويج قاري له، عندما فاز سنة 1989 بالكأس الإفريقية للأندية البطلة (عصبة الأبطال الإفريقية حاليا)، على حساب فريق مولودية وهران الجزائري بفضل كتيبة ضمت كوكبة من النجوم يتقدمهم سعيد الصديقي و التيجاني المعطاوي وفتحي جمال وساليف نداي ومصطفى خليف وفوزي القدميري وعبد الرحيم الحمراوي و الحارس آيت صالح وغيرهم.
وينتظر أن يدخل فريق الرجاء هذه المواجهة في غياب مجموعة من اللاعبين الأساسيين، لاختيارات تقنية يراها المدرب التونسي لسعد الشابي الأفضل، من ضمنهم عميد الفريق محسن متولي ،والمدافع الليبي سند الورفلي، والمهاجم نوح وائل السعداوي.
من جهة أخرى، يواصل الطاقم الطبي للفريق مجهوداته لتأهيل اللاعب الواعد زكرياء الهبطي، حتى يكون جاهزا لخوض هذا اللقاء، على خلفية تعافيه من الإصابة التي تعرض لها في لقاء فريقه بضيفه بيراميدز المصري، برسم إياب نصف نهائي كأس الكونفدرالية.
وبالرغم من هذه الإكراهات يجمع المحللون الرياضيون على أن كفة النسور الخضر للفوز باللقب تبقى راجحة بالنظر إلى التجربة الكبيرة التي راكموها على الساحة الإفريقية وباعتبار مشوارهم المتميز في مرحلة التصفيات، التي أنهوها بالعلامة الكاملة.
علاوة على ذلك، فإن تاريخ المواجهات بين الرجاء وشبيبة القبائل يعطي الأفضلية لفريق القلعة الخضراء، ذلك أن الفريقين تواجها في أربع مناسبات ضمن منافسات دوري أبطال إفريقيا، فاز خلالها فريق الرجاء في مبارتين، مقابل فوز واحد لشبيبة القبائل، وتعادل واحد في الجزائر .
وفي سياق ذي صلة، كشفت مصادر إعلامية، أن فريق شبيبة القبائل، قد يفتقد لعنصرين أساسين في التشكيلة الرسمية بداعي الإصابة، ويتعلق الأمر بكل من بدر الدين سوعياد وزكرياء بولحية، حيث ينتظر أن يخضعا لفحوصات طبية دقيقة، اليوم الجمعة، قبل الحسم في مشاركتهما في لقاء فريقهم ضد الرجاء الرياضي في نهائي الكأس الإفريقية.
بيد أن هذه المعطيات، بحسب المحللين، لن تشكل عائقا أمام طموح وعزيمة فريق شبيبة القبائل لخلق المفاجأة رغم افتقار عناصره للخبرة اللازمة، ما يؤهلهم لتجاوز عقبة الرجاء الرياضي سيما أن النهائي سيلعب في مباراة واحدة فاصلة.
وقبيل إجراء هذه المباراة النهائية، يبدو أن عمل الطاقمين التقنيين لكلا الفريقين سيكتسي أهمية قصوى خاصة على المستوى البدني والتكتيكي و الذهني من خلال تحفيز اللاعبين والرفع من معنوياتهم ومحاولة تحريرهم من الضغط النفسي ،ودفعهم لبذل أقصى ما لديهم من أجل الفوز باللقب.
وفي هذا الصدد، أكد لسعد الشابي، أن لاعبيه خاضوا مباراة حسنية أكادير، التي جرت يوم الثلاثاء الماضي برسم الدورة الـ26 من البطولة الوطنية الاحترافية (0-0)، "بذهن شارد جراء تركيزهم بشكل كلي على مواجهة شبيبة القبائل المنتظرة السبت".
وقال في تصريح صحفي عقب هذه المباراة "عناصر الفريق كانت شاردة بفعل تركيزهم على مباراة شبيبة القبائل في بنين، لقد كان تفكيرهم منصبا بالكامل على نهائي الكونفدرالية، ومع ذلك قدموا جولة أولى مقبولة"، مشددا على أن مكونات الفريق الأخضر مصرة على العودة إلى المغرب باللقب.
وخلص إلى أن "هذه المجموعة سعت خلف هذه الكأس منذ بلوغها دور المجموعات حتى المباراة النهائية ،وسنحاول قدر الإمكان بلوغ حلم التتويج، لأنه مطلب الأنصار وكافة جماهير الرجاء".
من جهته، أعرب مدرب نادي شبيبة القبائل، دنيس لافان، عن تفاؤله بتحقيق لقب كأس الكونفدرالية الإفريقية على حساب الرجاء الرياضي، مبرزا أن فريقه "يحظى بالأفضلية البدنية عكس الفريق الخصم، وسنكمل تحضيراتنا في كوتونو حتى نكون في الموعد الذي ينتظرنا".
و أضاف خلال تصريحاته، أن فريق شبيبة القبائل حضر جيدا لنهائي الكونفدرالية وركز على استرجاع الطراوة البدنية، معربا عن أمله في تحقيق الألقاب وإسعاد الأنصار.
وكان فريق الرجاء الرياضي قد تأهل للمباراة النهائية على حساب فريق بيراميدز المصري عقب الاحتكام إلى ضربات الترجيح (5-4) بعد أن تعادل الفريقان ذهابا وإيابا (0-0)، في حين بلغ فريق شبيبة القبائل الدور ذاته بتفوقه على كوتون سبور الكاميروني ذهابا بنتيجة 3-0 و إياب 2-1.
ويذكر أن الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم عينت الحكم الجنوب إفريقي، فيكتور ميغال دي فريتاس، لإدارة هذه المباراة، بمساعدة مواطنه زاخيلي توسي وسورو فانسوان من الليسوتو.