وسجل الخبير الدولي السوري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن القرار الصادر أمس الأربعاء، عن اللجنة التنفيذية للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (كاف)، خلال اجتماعها الطارئ المنعقد بباريس، هو "عين الصواب، وحري به أن يكون أكثر قبولا لدى الطرفين"، وأن "لا يشعر أي أحد إزاءه بالغبن".
وأضاف أن هذا القرار يمنح الفرصة متساوية للفريقين، فضلا عن أن تنظيم المباراة فوق أرض محايدة "سيكون فيه راحة للطرفين بعيدا عن الصخب الجماهيري، وهو ما من شأنه أن يمكنهما من أداء مباراة دون شحن او ضغوط"، ويجنب بالتالي الكرة الإفريقية الخروج عن منطقها التنافسي الذي يحسم أساسا في الميدان بجهد اللاعبين.
وسجل الحكم الدولي السابق ومحلل الأداء التحكيمي بقنوات "بي إن سبورتس" القطرية، أن ما جرى يعطي درسا للجميع بأن المنافسة الرياضية تحسم في الميدان بالجهد والأداء المميز واحترام المنافس والقواعد المرعية للعبة، مذكرا بأن ما حدث في مباراة الإياب بتونس "كان عبثيا ولم يكن في صالح الكرة الإفريقية، بل خدش صورة هذه الكرة، خاصة وهي على أعتاب منافسات بطولة كاس أمم إفريقيا".
ولفت الانتباه الى أن حكم المباراة "بعد أن تعذر عليه استكمالها لم يكن له الحق قانونا في إعطاء الفوز لأي من الفريقين" لأن "النتيجة الرقمية للعبة هو جهد اللاعبين في الميدان"، معتبرا أنه كان المفروض، بعد تأكد الحكم من استحالة استكمال المباراة، أن يعلن عن إيقافها ويرفع تقريرا بجميع الملابسات التي أدت الى ما جرى للجنة المعنية داخل "الكاف"، لتتخذ بشأنه، وفقا للوائح المرعية للعبة، القرار الأنسب، لأنها، في هذه الحالة، هي مرجع القرار النهائي، الذي ما كان له ان يصدر من الحكم في الملعب. وقال إن قرار الحكم بإعطاء الفوز بهذه الطريقة لأحد الفريقين "لم يكن دقيقا".
وبخصوص استخدام تقنية حكم الفيديو المساعد "الفار"، اعتبر جمال الشريف انه "غير ملزم"، و"من الممكن أن تجري المباراة بدونه في حال لم يتوفر"، إلا أن وجود هذه التقنية في مباراة الذهاب بالرباط وعدم توفرها في مباراة الإياب كان ينبغي للإنصاف أن يتم إعلام الفريقين به قبل بدء المباراة، وأنه لم يتم التأكد من أنه قد تم فعليا إخبار الطرفين بالأمر، معتبرا أنه يتعين على الجهة المعنية لدى "الكاف" التحقيق بشأن الخلل الذي أصاب عمل تقنية "الفار" للوصول الى الجهة المسؤولة عنه والعمل على محاسبتها.
وخلص الخبير الى أن القرار الصادر عن "الكاف"، وكذا تفعيلها لإجراء التحقيق في ما يخص غياب استخدام تقنية "الفار"، من شأنه أن يعيد الثقة الى الكرة الإفريقية، ويبعد كل ما يمكن أن يسيء الى سمعتها أو ينحدر بمسابقاتها إلى منزلقات العبث.