في البدء شكك المنتقدون في إمكانياته قبل تسلمه دفة القيادة، وانتظروا عثرة محتملة في أول رهان عندما شارك المغرب في بطولة إفريقيا للاعبين أقل من 23 السنة، لكن الهولندي استطاع أن يقود المنتخب إلى أولمبياد لندن، مقدما أوراق اعتماد لاعبين شكلوا ربحا للمنتخب الأول يتقدمهم عبد العزيز برادة، أحد أبرز لاعبي المنتخب الأول حاليا. هواة الصيد في المياه العكرة، كان عليهم انتظار بدء المباريات في المنافسات الأولمبية، ليستغلوا خلافا وقع بين عميد المنتخب المغربي الحسين خرجة وفيربيك، فأدانوا الأخير حتى قبل أن تنجلي الأمور، مع أن الزمن أثبت أن خرجة كان مخطئا، وضحية طبعه الحاد، ليأتي التأكيد من ملاعب قطر، حينما تحولت مباراة كرة قدم إلى حلبة ملاكمة بين خرجة واللاعب البرازيلي نيني.صحيح، خرج المنتخب المغربي من الدور الأول للألعاب الأولمبية شأنه شأن إسبانيا التي تعادلنا معها، لكن عوض أن ينتقد فيربيك لاختياراته التقنية والتكتيكية، شرع البعض في تحضير مقصلة الاستقالة، ووُصف المدرب الهولندي بأقدح النعوت الحاطة من شخصه، والأنكى أن الهجوم أتى من أشخاص يقدمون أنفسهم كمحللين رياضيين.بعد "نكسة لندن"، انخرط الجميع في مسلسل "كيف نقتلع ورم فيربيك"، لكن الرجل ارتأى عدم الدخول في النقاشات العقيمة، وفضل الاشتغال في صمت. رغم أن البعض لم يكف عن المطالبة برحيله، واصفين إياه ب"المتعجرف الأناني"، لكن هذا "المتعجرف" كان على مدار الشهور الماضية يخوض رحلات مكوكية، قادته إلى معظم الدوريات الأوربية، لاكتشاف الطيور النادرة من الناشئين المغاربة الممارسين بأوروبا،مستغلا عمق علاقاته في هولندا بالخصوص.مستقبل الكرة
ولعل منتخب الناشئين الذي نشاهده اليوم يبدع في الكان، ويتأهل إلى مونديال الإمارات، هو باكورة ثمار العمل الذي قدمه فيربيك، كمشرف عام على المنتخبات الوطنية. بعد هذا الجواب، خفتت أصوات المنتقدين، وكأنهم كانوا يتمنون إقصاء المنتخب ليثبت رأيهم في فيربيك، لكن العجيب، أن هناك من أعاد تكرار أسطوانة أجره الشهري، ومهامه غير الواضحة على رأس المنتخبات.قبل بداية المحفل الإفريقي، قال فيربيك في إحدى تدخلاته النادرة، أن المنتخب الذي أعده رفقة الإدريسي، سيشكل نواة منتخب شباب الغد، والمنتخب الأول لاحقا، وبلاعبين مثل الصروخ والساخي وبن مرزوق، بدأت فعلا تلوح بشائر منتخب قوي، قادر أن ينسينا كوارث الكبار.