وقال الملك في الرسالة السامية التي وجهها إلى المشاركين في مؤتمر الكونفدرالية الإفريقية لألعاب القوى، الذي افتتح اليوم الاثنين بالصخيرات، إن الجوانب الإيجابية التي حققتها ألعاب القوى الإفريقية، لا ينبغي أن تحجب عنا ما تعانيه في أقطارنا الإفريقية عموما ، "من اختلالات بنيوية لا يمكن تجاوزها إلا باعتماد استراتيجية محكمة لمواكبة التطورات المتسارعة التي تعرفها هاته الرياضة على الصعيد العالمي".
وأبرز الملك في هذه الرسالة السامية التي تلاها السيد عبد اللطيف المنوني، مستشار صاحب الجلالة، أن هذه الاستراتيجية يتعين أن ترتكز أساسا على إرساء حكامة جيدة للتسيير وصقل المواهب، وتأهيل الكفاءات عبر منظومة حديثة للتأطير والتكوين، وتعزيز وتطوير البنيات التحتية، والتوفيق بين ألعاب القوى الجماهيرية وإعداد النخبة في هاته الرياضة.
كما ينبغي أن تقوم هذه الاستراتيجية، تضيف الرسالة الملكية، "على الانفتاح على القطاع الخاص، في إطار شراكات ناجعة توفر الوسائل الضرورية لمصادر تمويل الخطط الإنمائية لتطوير هذا الميدان، والتي تشكل معضلة حقيقية لكثير من بلداننا".
وذكر الملك بأن الرياضة عموما، وألعاب القوى على وجه الخصوص، تعد إحدى السبل الكفيلة بتنمية الشباب الإفريقي وإدماجه في محيطه وتعزيز مناعته ضد كل أشكال الانحراف الاجتماعي والاقتصادي والتطرف.
وانسجاما مع مخططات تنمية ألعاب القوى لكل من الاتحادين، الدولي والإفريقي، أشار جلالة الملك إلى أن المملكة اعتمدت منذ عقد من الزمن برنامجا تعاقديا لتأهيل ألعاب القوى الوطنية، وفق رؤية استراتيجية تروم توسيع قاعدة الممارسين، بموازاة مع تأهيل النخبة على حد سواء.
وفي هذا الإطار، دعا صاحب الجلالة إلى تعزيز منظومة تكوين الرياضيين وتنمية البنيات الأساسية وفق أساليب عمل حديثة ومتطورة، قادرة على مواكبة مسلسل التأهيل من أجل الاستغلال الأمثل للوسائل المتاحة.
وشدد الملك على أنه يتعين الحرص كذلك على محاربة ظاهرة التعاطي للمنشطات وكل الممارسات المشينة التي تتنافى مع الأخلاق والروح الرياضية ومع مبادئ المنافسة الشريفة.