عشرات الروبرتاجات صورت مع الزاكي، ولا أحد منها تضمن صورة على الأقل لهذا التمثال، الذي يتحدث الجميع عنه دون أن يؤكد أحد أنه فعلا سبق ورآه. رغن أن المخيال الجماعي يظن أن الأمر يتعلق بتمثال وسط الجزيرة.
حقيقة الأمر، أنه وفي سنة 1991، وصل نادي مايوركا بقيادة الزاكي إلى نهائي كأس الملك بإسبانيا، وقبلها بسنتين، نال الدولي المغربي السابق جائزة "زامورا" الرفيعة، التي تقدم لأفض حراس الدوري الإسباني، وعرفانا لهذا الإنجاز، احتفلت إدارة نادي ممايروكا بصانعي المجد لهذا النادي الصغير، فكان نصيب الزاكي تكريم من نوع خاص، عبارة عن مجسم صغير له من البرونز، لاتصل أبعاده لدرجة وصفه بالتمثال، ووضع بإحدى متاحف المدينة، عقب احتفال النادي، ومنذ ذلك الحين لم يظهر له أثر، الا بمتحف النادي، ولا في أحد متاحف المدينة.
في إحدى حوارات بادو الزاكي مع جريدة أخبار اليوم عدد 17 فبراير 2010، قال الحارس السابق إنه "في مايوركا هناك متحف شهير هو متحف ألفورو، ويضم تماثيل للشخصيات التي أسدت خدمات كبيرة لجزيرة مايوركا في مختلف المجالات من فكر وسياسة وعلوم ورياضة، إذ إن هناك تمثالا للملك خوان كارلوس لأنه يمضي كل سنة ثلاثة أشهر بجزيرة مايوركا، ولأن سكان مايوركا كانوا يعتبرون أنني قدمت خدمات للجزيرة فقد تم نحت تمثال لي بالمتحف". دون أن يتوفر الزاكي نفسه على صورة لهذا "التمثال"، بل وحتى اسم المتحف الذي تحدث عنه، لا وجود له في سلسلة متاحف جزيرة مايوركا.
لعل ما جعل قضية "تمثال الزاكي" تبدو كحقيقة مسلم أمرها، هو ما كتبت عنه جريدة المنتخب المتخصصة في تلك الفترة، بعد زيارة قام بها رئيس تحريرها بدر الدين الإدريسي إلى الحارس الزاكي، واثناء عودته، نشرت الجريدة مقال كان لا محالة سبب اللبس الذي حصل، حيث تحدثت الجريدة عن "تمثال"، فأصبحت الأمر كأنه حقيقة لا تقبل الجدل... رغم أن لا أحد رأى ولا أحد شهد !