وللتعرف أكثر على هذه الطقوس الشعبية، انتقلت كاميرا le360 إلى منزل الإعلامية والباحثة في التراث الحساني ميمونة الدليمي، والتي ترى أن المجتمع الحساني عرف تغيرا ملحوظا، خصوصا فيما يتعلق بطقوس الفطور والإفطار الذي كان يقتصر على «الحساء» التقليدي، ويتميز بـ «البساطة المطلقة» سواء في إعداده أو مكوناته التي تختلف كثيرا عن «الحريرة».
وأضافت الباحثة نفسها أن الفطور في الأقاليم الجنوبية كان يركز أساسا على الشاي أو «أتاي»، بالإضافة إلى مادة «الزبدة» والتمور التي تتنوع بحسب الجودة دون أن ننسى حليب الإبل أو النوق، لأنها تعتبر مادة كاملة ومغذية. أما العشاء فلا يخلو من لحوم الإبل أساسا أو الغنم أو الماعز خصوصا في زمن الرخاء.
كما تحدثت الباحثة أيضا عن الألعاب التي كان يمارسوها الصحراويون من قبيل لعبة «السيك ESSIG» التي تلعبها النساء أساسا، والتي تتطلب إكسسوارات ومواد من قبيل الرمل وقطع أحجار صغيرة يستعملها أحد الفريقين، فيما يستعمل الآخر قطعا صغيرة من الخشب، إضافة إلى لعبة «الكارطة» أو «ضومينو» أو «ظامة» كما يصطلح عليها محليا، والتي يلعبها الرجال والشبان في بعض ساحات المدينة خصوصا في فترة المساء في مجموعات مختلفة ومتفرقة.
وقد خلصت الباحثة أيضا إلى أن الكثير من هذه العادات الرمضانية الحسانية تصارع من أجل البقاء بحكم التمدن المتسارع الذي يعرفه المجتمع الحساني، مما أثر نسبيا على البعض من الطقوس الرمضانية.