أزمة طلبة الطب: مُدّة التكوين والامتحانات والعقوبات.. أساتذة الكليات يُقرّرون حسم موقفهم

مقاطعة شبه تامّة لامتحانات كلية الطب بالدار البيضاء

في 12/09/2024 على الساعة 11:05

قرّر أساتذة الطب والصيدلة الخروج عن صمتهم للحديث عن موقفهم من الأزمة القائمة بين طلبة الطب والصيدلة، من جهة، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، من جهة ثانية.

وحسب ما أفاد به مصدر مُطّلع، فإنه من المرتقب أن يخرج أساتذة كليات الطب والصيدلة عن صمتهم بخصوص الأزمة التي تعيشها الكليات منذ أكثر من 9 أشهر في ظل إضرابات الطلبة.

وأضاف المصدر ذاته أن تنسيقية نقابة أساتذة الطب والصيدلة وطب الأسنان تعتزم عقد ندوة صحفية، صباح الجمعة 13 شتنبر بالرباط، لتسليط الضوء على موقفها مما يجري.

وكانت التنسيقية، وفقا للمصدر ذاته، قد عقدت اجتماعا، دام لثلاث ساعات، خُصّص لدراسة أزمة إضرابات كليات الطب والصيدلة، وقرّرت تشكيل لجنة تُمثّل جميع الكليات للتحضير لعقد ندوة صحفية بالرباط.

وأردف مصدرنا أن وساطات قام بها أساتذة، بين الطلبة وإدارة الكلية، لم تُسفِر عن أي نتيجة، مشيرا إلى أن «الأساتذة يُحمّلون المسؤولية لكل من الإدارة والطلبة، على حدّ سواء، بخصوص تردّي الوضع واستمرار مقاطعة الدراسة والامتحانات».

وكان عشرات طلبة الطب والصيدلة قد احتجّوا، السبت 7 شتنبر 2024، بجوار كلية الطب والصيدلة، وسط مدينة الدار البيضاء، وذلك بعد يومين من مقاطعتهم امتحانات استدراك الدورة الخريفية للموسم الجامعي 2023-2024.

كاميرا Le360، انتقلت إلى مكان تجمهر الطلبة المحتجين، الذين أكدوا استمرار الأزمة القائمة بينهم، من جهة، وبين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، من جهة ثانية.

وكان مجلس طلبة الطب بالدار البيضاء قد دعا إلى هذه الوقفة الاحتجاجاية، عبر منشور له، أورد من خلاله أنه «في خضم المسلسل النضالي الذي يخوضه طلبة الطب والصيدلة، حيث دخلنا في إضراب وطني مفتوح منذ 16 دجنبر 2023، والذي دام لـ9 أشهر، يُنظّم طلبة الطب والصيدلة وقفة احتجاجية، يوم السبت 07 شتنبر 2024، في الساعة الخامسة عصرا، أمام كلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء».

وقُبيْل دقائق من موعد تنظيم هذه الوقفة، تقرّر نقل الاحتجاجات من أمام مقر كلية الطب والصيدلة، إلى جوارها، بمُحاذاة مقر رئاسة جامعة الحسن الثاني، بشارع طارق ابن زياد، وذلك «بعدما رفضت إدارة الكلية المعنية أن تُقام أي احتجاجات أمام مقرّها»، وفق ما جاء على لسان الطلبة الغاضبين.

وهكذا، عبّر طلبة الطب والصيدلة عن استيائهم من استمرار الأزمة، متخوّفين من السيناريوهات المُهدّدة بـ«ضياع» الموسم الجامعي، ومُردّدين شعارات من قبيل: «نُساق نحو سنة بيضاء.. ترى من المسؤول»، و«جودة التكوين الطبي وصحة المواطن المغربي وَجْهان لعملة واحدة»، و«جودة التكوين الطبي خط أحمر»...

وقال محمد أمين فتحي، المنسق الوطني للجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان، في تصريح لـLe360، إن «القرارات، التي جرى الحديث عنها، المتعلقة بإلغاء العقوبات والأصفار في حق بعض مُمثّلي الطلبة، لا أثر لتطبيقها على أرض الواقع»، مضيفا أنه «لا يوجد أي جديد في ما يخص تقليص مُدّة التكوين من سبع إلى ست سنوات».

من جانبها، انتقدت نرجس الهلالي، طالبة بكلية الطب وعضو باللجنة الوطنية للطلبة، في تصريح مُماثِل، (انتقدت) «قرارات الإصلاح» الصادرة عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار» مُعتبرة أنها «تُعمّق من الأزمة الحاصلة بكليات الطب والصيدلة، بِحُكم أنها غير مُكتملة»، مُطالبة بـ«عدم التضحية بالدُّفُعات الخمس الحالية بإقحامها في النظام الجديد»، ومُتحدّثة عن مجموعة من نقاط الخلاف، بالتأكيد على أن «الامتحانات ليست مِحور الأزمة».

وفي ما يخص شُعبة الصيدلة، أكّد سعد النخوي، رئيس مكتب طلبة الصيدلة بالدار البيضاء والمسؤول عن الشعبة باللجنة الوطنية، (أكّد) أن «ما يُقارب 90 بالمائة من طلبة الصيدلة وافقوا على المقترح الحكومة، لكن تطبيق مضامين القرارات الرامية لإنهاء الأزمة لم يُرَ على أرض الواقع، سيما أنه لم يتم التوقيع على أي محضر اتفاق»، مُطالبا بـ«إيجاد حلول للأزمة التي استمرت لـ9 أشهر».

هذا، وكانت لجنة الحوار لفرق الأغلبية بمجلس النواب قد أعلنت، يوم الأحد 1 شتنبر 2024، «إلى عموم طلبة الطب والصيدلة أنه، تتويجا لمسار الوساطة والحوار مع وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، فقد تلقّت أجوبة الوزارة بهذا الشأن».

وسجلت اللجنة البرلمانية، وفقا لمصدر مطلع، أنها «ستحرص على متابعة التزامات الوزارة المصرح بها في اللقاء بمجلس النواب بتاريخ 10 يوليوز 2024، خاصة ما يتعلق برفع العقوبات الصادرة في حق الطلبة وممثيليهم، وإلغاء نقطة الصفر، إضافة إلى برمجة دورتين للأسدس الأول والأسدس الثاني، وكذا العمل على ضمان الوعاء الزمني للتكوين للأفواج 2019- 2024 بحسب الصيغ البيداغوجية المعمول والمتخذة من طرف اللجان المختصة».

ودعت اللجنة البرلمانية طلبة الطب والصيدلة، قبل أيام، إلى «التفاعل الإيجابي مع مقترح وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، والثقة في المؤسسات»، مؤكدة أنها «ستواكب تنفيذ التزامات الوزارة ضمانا لمصالح الطلبة وبما يحقق المصلحة الفضلى للوطن».

وكانت مكونات الأغلبية قد وضعت مجموعة من المقترحات على طاولة وزير التعليم العالي لإنهاء الأزمة، من ضمنها الدعوة إلى تنظيم امتحانات تُشكّل، بالنسبة للطلبة الذين قاطعوا الموسم الماضي، فرصتين عن كل أسدس.

كما اقترحت أن يتم إلغاء التوقيفات والنقط الموجبة للرسوب، مقابل الإبقاء على القرار المتعلق بتقليص سنوات التكوين إلى 6 سنوات وفق الصيغة الأخيرة التي أقرتها الحكومة.

وهكذا، كان Le360 قد انتقل، يوم الخميس 5 شتنبر 2024، إلى كلية الطب والصيدلة بمدينة الدار البيضاء، ورصد أجواء اليوم الأول من الامتحانات، التي قاطعها، مرة أخرى، عدد كبير من الطلبة.

وكان طلبة الطب والصيدلة قد واصلوا، الاثنين 22 يوليوز 2024، مقاطعتهم لامتحانات الدورة الربيعية. فبعدما قاطعوا اختبارات الدورة العادية، أجمع جُلّهم، لاحقا، على مقاطعة اختبارات الدورة الاستدراكية.

وانتقل Le360 إلى كلية الطب والصيدلية بمدينة الدار البيضاء، الاثنين 22 يوليوز 2024، واِلتقط مجموعة من الصور، التي أظهرت غياب الطلبة عن محيط الكلية وغياب أجواء الامتحانات بشكل عام.

يذكر أن عددا كبيرا من طلبة الطب والصيدلة، قد تخلفوا عن اجتياز امتحانات الأسدس الثاني للسنة الجامعية الحالية (الدورة العادية)، التي كانت وزارة التعليم العالي قد برمجتها لتنطلق ابتداءً من يوم الأربعاء 26 يونيو 2024.

وبِلُغة الأرقام، فقد تجاوزت نسبة مقاطة الامتحانات 90% وفق ما أكدته اللجنة الوطنية لطلبة الطب، طب الأسنان والصيدلة بالمغرب.

وقالت اللجنة إن هذه النسبة، التي بلغت 94% بجميع كليات الطب والصيدلة العمومية بالمغرب، صدرت بناء على نتائج الجموع العامة التقريرية والتصويت الوطني، كـ«تأييد للإرادة الطلابية القاضية بالاستمرار في المقاطعة، ردا على مجموع القرارات التعسفية التي لم يتم التراجع عنها ومواصلة الابتزاز عن طريقها».

تحرير من طرف حفيظ الصادق
في 12/09/2024 على الساعة 11:05