وفي هذا السياق، انتقلت كاميرا Le360 إلى مدينة السمارة لرصد الأجواء الليلية التي تميزت بخروج العائلات للاستجمام والتجول والتبضع في الأسواق والشوارع، وحيث تمتلئ كل مقاهي المدينة، خصوصا ما كان منها يطل على الشوارع الرئيسية، بعيدا عن روتين البيوت التي عادة ما تحتفظ بحرارة النهار والقيظ بالنظر إلى بعدها عن الساحل والبحر.
وقد عزا البعض من المستجوبين هذا الخروج الليلي أيضا إلى المستوى الأمني الذي تتميز به المدينة، ما يشجع النساء والأطفال على ارتياد الساحات واللعب فيها، خصوصا مع توفر بعض الألعاب الرياضية في الفضاءات العمومية مجانا، إلى جانب أخرى يقدمها البعض من الخواص على شكل سيارات صغيرة تشتغل بالطاقة الكهربائية والتي تصول بالساحات تحت أضواء الإنارة العمومية.
وخلال كل صيف وموجة حرارة، يُظهِر سكان مدينة السمارة قدرتهم على التعايش مع قسوة المناخ، حيث حولوا الليل إلى نهار بارد أو على الأقل أقل حرارة وأكثر رطوبة، ما انعكس إيجابا على الأسواق الليلية التي أظهرت حينها رواجا اقتصاديا كبيرا، سواء على مستوى الباعة والدكاكين الثابتة أو على مستوى الباعة المتجولين الذين يعتمد البعض منهم على التجارة الموسمية صيفا مثل باعة المثلجات الذين ينشرون عرباتهم في كل التجمعات الليلية حيث يقبل عليها الصغار كما الكبار كلما ازدادت الحرارة.
وفي السياق نفسه، لاحظنا -ونحن نتجول بالمدينة- ظاهرة انتشار جلسات الشاي خارج البيوت والمنازل العائلية، حيث لا تقتصر خيارات السكان على الساحات العمومية فقط، بحيث كان للأرصفة المبلطة أمام التجمعات المنزلية نصيب أوفر، مما ساهم في تبادل الزيارات خلال فترة الليل عوض فترة النهار.
