غضب عارم ذلك الذي خلفه موضوع إقدام جماعة سيدي بليوط على اقتلاع حوالي 132شجرة كانت تزين شارع حسن السكتاني بالدار البيضاء، خلال أشغال إعادة تهيئة الشارع المذكور. غضب انتقل إلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث نشر عدد من المواطنين صورا توثق لهذه «الكارثة البيئية» كما وصفوها، معبرين عن استنكارهم لتصرف الجماعة المذكورة بموافقة رئيسة مجلس العاصمة الاقتصادية.
عبد الوهاب واحد من المواطنين المهتمين بالشأن البيئي، نشر صورا تظهر فيها أشجار شارع حسن السكتاني التي يقدر عمرها بأزيد من 80 سنة، وهي مستلقية على الأرض بعد اقتلاع جذورها، علق عليها بالقول «مدينة الدار البيضاء تستفيق على جريمة بيئية كبيرة .. !».
وقال المتحدث: «لللأسف الشديد تم اقتلاع 132 شجرة من رصيف شارع حسن السكتاني، منها 75 شجرة ميتة (حسب شهود عيان) و57 شجرة سليمة».
وأضاف المتحدث، «ربما سيتم تعويض هذه الأشجار بنخيل الواشنطونيا بحجة أن الأشجار الأصلية معمرة و جذورها تمتد حتى اقتلاع زليج الرصيف، مشددا على أن مقاطعة جماعة سيدي بليوط ، «عليها أن تكون واعية باهمية هذه الاشجار وقيمتها البيئية الكبيرة و عدم تعويضها بالنخيل».
وبعد الجدل الذي أثاره الموضوع، خرجت جماعة سيدي بليوط، لتبرر موقفها، حيث كشفت بأن أشغال إعادة تهيئة شارع حسن السكتاني، اضطرتها لنقل الأشجار في جوانب الشارع، مشيرة إلى أنها واعية بأهمية هذه الأشجار وقيمتها الكبيرة وتعد بالحفاظ عليها وعدم إتلافها أو نقلها خارج المنطقة.
وقالت رئيسة الجماعة المذكورة كنزة الشرايبي، إن «إعادة تهيئة شارع حسن السكتاني مطلب ملح لساكنة حي گوتيي خصوصا وساكنة المقاطعة الجماعية سيدي بليوط عموما، وهي ضرورة ملحة أملاها ما سبق وكذا ضرورة الوفاء بالتزاماتنا بتقوية البنية التحتية لسيدي بليوط».
وأضافت: «للأسف الشديد استدعت، اضطرارا، إعادة تهيئة شارع حسن السكتاني، نقل الأشجار في جوانب الشارع وعددها 132 شجرة. منها 75 شجرة ميتة بانتهاء عمرها الإفتراضي و57 شجرة سليمة سيتم إعادة غرسها بأماكن مناسبة قابلة لاستقبالها في ظروف جيدة».
وشددت رئيسة جماعة سيدي بليوط على أنه « سيتم تعويض أشجار شارع حسن السكتاني بأخرى كأثر عددا بشكل يرفع من قيمة الطابع البيئي للمنطقة دون أن يلحق مستقبلا أضرارا بالرصيف أو بالاسفلت.
وبهذا الخصوص قالت سليمة بلمقدم مهندسة منظرية ورئيسة حركة مغرب البيئة2050، في 26 يناير الفائت، تفحصت هذا الشارع بحي كوتيي، والذي جرى هو أن أزيد من 150 شجرة معمرة، يكون عمرها أكثر من 80 عام، وكان شكلها جميل من نوع الفيكوس، أصيبت بمرض كلها وبدل معالجتها قطعوها بطريقة بشعة « كيفما قطعوا العديد من الأشجار في المدن المغربية ».
وأضافت: بدل التقليم يتم تشويهها وبتر أغصانها. فالاشجار ماتت، وقامو بقلعها وينقلون السليمة منها رغم أنها ستموت، لان الشجرة المعمرة غالبا لا تعيش بعد بترها وتنقيلها.
وتابعت: ممارسات غير مهنية وغير مسؤولة من طرف مصلحة تدبير الفضاءات الخضراء ومصلحة البيئة. كيف لكم أن تعوضوا 170 شجرة معمرة ليس لها ثمن وقيمتها عالية جدا. هذا أمر مغضب!.
