وأوضحت يومية « الصباح »، التي أوردت الخبر في عددها ليوم غد الأربعاء، أن تسريبات من كواليس اللجنة التحضيرية تشير إلى أن عددا من صقور الحزب متوجسون من النتائج، التي ستترتب عما اعتبروه صفقة وضعتهم خارج حسابات المؤتمر، الذي توزعت غنائمه السياسية والتنظيمية مسبقا.
وتبعا لخبر اليومية، فإن الأصوات تعالت بين أعضاء المجلس الوطني للاستقلال بضرورة الحرص على فرض التوازن بين التيارات والجهات، محذرة من مغبة ممارسة الهيمنة والاستقواء على عموم المناضلين والمسؤولين داخل التنظيمات والأجهزة والهياكل الحزبية باستعمال سلاح العزل والتهميش، الذي يهدد مستقبل الديمقراطية الداخلية للحزب.
وكشفت اليومية أن عبد الجبار الرشيدي المنتخب بالإجماع على رأس اللجنة التحضيرية للمؤتمر 18، لم يجد بدا من الاعتراف بصعوبة المهمة، واصفا التكليف بـ »الأمانة الثقيلة »، التي لا يمكن النجاح فيها دون تضافر جهود كافة مناضلات ومناضلي الحزب وانخراطهم الفاعل والفعال من أجل إنجاح فعاليات المؤتمر، مسجلا تعدد الإكراهات والتحديات التي يواجهها الحزب، وأن خارطة الطريق رسمها الاجتماع الأخير للجنة التنفيذية، الذي شكل حسب وصفه « لحظة تاريخية في حياة الحزب، بالنظر إلى ما خلفه من ارتياح لدى المناضلات والمناضلين في جميع فروع الحزب، وهياته ومنظماته وجمعياته ».
وأكد الراشيدي أن الوضع الراهن يمهد الطريق نحو جعل المؤتمر 18 « فضاء لصياغة رؤية مستقبلية للحزب »، في سياق يتسم بمجموعة من التحديات الداخلية والخارجية، مشددا على ضرورة تأهيل الحزب على جميع المستويات، من أجل مواكبة التحولات المجتمعية المتسارعة، داعيا الاستقلاليات والاستقلاليين إلى مواصلة مسار رواد ومؤسسي حزب الاستقلال وإبقاء شعلة الحزب متقدة والاستمرار في الدفاع عن قضايا الوطن والمجتمع ودعم الأوراش الكبرى الهيكلية، التي يقودها جلالة الملك، حفظا لكرامة المواطن وتحسين أوضاعه الاجتماعية وتحديث الدولة والاقتصاد لمواجهة مختلف التحديات والمخاطر وتحصين السيادة الوطنية في جميع أبعادها.
ومن جهته، حاول نزار بركة أمين عام الحزب، خلال فعاليات المجلس الوطني التقليل من تبريرات المتوجسين بالترافع دفاعا عن حصيلة تميزت بقيادة مصالحة داخلية بعد المؤتمر 17، ليكون أكثر مصداقية لدى المواطنين، مسجلا أن الحزب عرف انتعاشة سياسية في عهده، في إشارة إلى حصول « الميزان » على 82 مقعدا في مجلس النواب، و17 مقعدا في مجلس المستشارين وترؤس أربع جهات، وضمان رئاسة عدد كبير من الجماعات والمقاطعات بحوالي مليون و300 ألف صوت، وهو ما اعتبره بركة قفزة نوعية للحزب في المشهد السياسي.