شلل الوجه النصفي.. الأسباب الخفية وأهمية التشخيص المبكر

شلل الوجه النصفي

شلل الوجه النصفي

في 26/04/2025 على الساعة 22:00

في الآونة الأخيرة، تصاعدت وتيرة الحديث عن شلل الوجه النصفي عبر منصات التواصل الاجتماعي، سواء من خلال شهادات مشاهير مغاربة أصيبوا به أو عبر تجارب شخصية لمواطنين عاديين، مما ساهم في رفع مستوى الوعي بهذا المرض.

كشفت الممثلة المغربية زينب عبيد مؤخرا عن معاناتها من هذا المرض خلال لقاء مصور، بينما أعلن الممثل الشاب عمر أصيل عن إصابته به مباشرة بعد عرض مسلسل « كازا ستريت » على قناة MBC5، كما انضم إلى قائمة المصابين عدد من اليوتيوبرز والمؤثرين المغاربة، كان آخرهم المؤثر المعروف « سكيزوفرين »، الذين وثقوا معاناتهم مع هذا المرض وتقاسموا تفاصيل رحلة العلاج مع متابعيهم.

في هذا السياق، قدم الدكتور عادل بن اليزيد الحسيني، أخصائي في أمراض وجراحة الأنف والأذن والحنجرة، في تصريح لـle360، شروحات مفصلة حول طبيعة هذا المرض، أسبابه، طرق علاجه، وأهمية التعامل المبكر معه.

عرف الدكتور الحسيني شلل الوجه النصفي بأنه توقف مفاجئ في عمل العصب السابع المسؤول عن تحريك عضلات الوجه، مما يؤدي إلى فقدان القدرة على تحريك نصف الوجه بشكل طبيعي، وغالبا ما يحدث هذا العجز بشكل فجائي، حيث قد يستيقظ المصاب ليجد جزء من وجهه غير قادر على الحركة.

وبحسب الأخصائي، تتعدد أسباب الإصابة بشلل الوجه النصفي، قائلا: « في بعض الأحيان يكون السبب واضحا، مثل الالتهابات أو الأورام التي تصيب العصب أثناء مساره من الدماغ إلى عضلات الوجه، وقد تتسبب بعض العمليات الجراحية، خصوصا تلك المتعلقة بالغدة اللعابية، في التأثير على هذا العصب. أما في الغالبية العظمى من الحالات، فيحدث المرض بدون سبب ظاهر، وهو غالبا نتيجة التهاب في العصب السابع قد يكون مرتبطا بعدوى فيروسية أو تعرض الجسم لتيارات هواء باردة « .

وأوضح الدكتور الحسيني أن العلاج يعتمد أساسا على سبب الإصابة: « إذا كان هناك سبب معروف، يتم علاج هذا السبب مباشرة. أما في حالة عدم وجود سبب واضح، فيركز العلاج على تقليل الالتهاب عبر مضادات الالتهاب، ومنح العصب فرصة للشفاء الذاتي. »

كما أشار المتحدث نفسه إلى أن الترويض الطبي (العلاج الطبيعي) يلعب دورا مساندا، إذ يهدف إلى الحفاظ على قوة العضلات المصابة، ومنع ضمورها خلال فترة التوقف عن الحركة، مما يسهل عودة الوظائف الطبيعية للوجه حالما يتعافى العصب.

ونبه الدكتور بن اليزيد إلى أهمية الاستعجال في استشارة الطبيب عند ظهور أعراض شلل الوجه النصفي، مؤكدا أن بدء العلاج مبكرا يزيد بشكل كبير من فرص الشفاء التام. أما في الحالات التي تتأخر في تلقي العلاج، فقد تقل احتمالات التعافي الكامل.

وفيما يتعلق بمدة العلاج، أكد أن الشفاء يتطلب عادة فترة تمتد بين شهر وشهرين، مع ضرورة التحلي بالصبر ومراعاة الجانب النفسي، الذي يعتبر جزء مهما من رحلة العلاج.

وعن سؤالنا حول ما إذا كانت حالات الإصابة قد ازدادت، أشار الدكتور إلى أنه لا توجد إحصاءات دقيقة تثبت ارتفاع عدد الحالات، مرجحا أن يكون الانتشار الظاهر مرتبطا أكثر بزيادة الحديث عن المرض في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، مما يجعل الناس أكثر وعيا وملاحظة لهذا النوع من الإصابات.

تحرير من طرف غنية دجبار
في 26/04/2025 على الساعة 22:00