الحرارة المفرطة تهدد حياة العمال بالموت

عمال يشتغلون تحت درجة حرارة مرتفعة (صورة تعبيرية)

في 02/07/2025 على الساعة 21:15

أقوال الصحفيواجه عمال البناء وعاملات الضيعات، بجهات متعددة، مخاطر جمة، جراء الإجهاد الحراري وضربات الشمس، لا سيما مع تزايد موجات الحر وتأثيرها المباشر على الصحة والسلامة، فى ظل غياب إجراءات وقائية كافية.

وأبرزت يومية «الصباح»، في عددها الصادر ليوم الخميس 3 يوليوز 2025، أن الكاتب العام للمنظمة الديمقراطية للشغل، علي لطفي، كشف، في تصريح للصحيفة، أن أكثر من 40 في المائة من العمال الزراعيين وعمال البناء يشتغلون دون حماية اجتماعية، ودون أن يكون مصرحا بهم لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.

وأفادت اليومية، نقلاً عن المصدر نفسه، أن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية كانت سبّاقة إلى تفعيل خطة استباقية لمواجهة تداعيات الإجهاد الحراري، تضمنت توفير قاعات مكيّفة لاستقبال الحالات المتضررة، وتأمين الأدوية الضرورية، وتجنيد الأطر الطبية والتمريضية، فضلاً عن تعزيز نظام المداومة. وقد استقبلت مستشفيات عدة مدن، من بينها الدار البيضاء، بني ملال، سطات، وأرفود، حالات متعددة لأشخاص أصيبوا بالإجهاد الحراري، حيث تم تقديم الإسعافات والخدمات الاستعجالية اللازمة.

بالمقابل، أشارت اليومية إلى الغياب اللافت لوزارة الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، رغم كونها الجهة المعنية مباشرة بحماية العمال والعاملات في مثل هذه الظروف المناخية. كما انتقد تجاهلها لتحذيرات عدد من النقابات، وعلى رأسها المنظمة الديمقراطية للشغل، التي دعت إلى ضرورة وضع خطة وقائية عاجلة، بشراكة مع أرباب العمل، لضمان تطبيق القوانين الوطنية واحترام معايير منظمة العمل الدولية، بما يكفل سلامة الأجراء في مواقع العمل.

وتتزايد المخاوف مع استمرار العمل في ظروف قاسية، حيث درجات الحرارة تتجاوز 45 درجة مائوية، وساعات عمل طويلة، وغياب فترات راحة كافية، في أوراش البناء والمشاتل الزراعية وجني المحاصيل طيلة النهار وتحت شمس محرقة، فضلا عن معاناة العاملين في القطاع غير الرسمي.

ونبهت اليومية إلى أن خطورة هذا الوضع وما يشكله من انتهاك صريح للحقوق الإنسانية والمهنية للعمال والعاملات من طرف بعض أرباب العمل، في غياب أي مراقبة أو مساءلة، وأمام ما وصفته بـ«استقالة» كتابة الدولة المكلفة بالشغل والوزارة الوصية، دفعت نقابة علي لطفي إلى مطالبة رئيس الحكومة بالتدخل العاجل لإلزام المشغّلين، وكافة المقاولات والشركات، باحترام المقتضيات الواردة في المادة 24 من مدونة الشغل، وكذا اتفاقيات منظمة العمل الدولية ذات الصلة بالصحة والسلامة المهنية. كما دعت إلى فرض إجراءات وقائية صارمة على أرباب العمل في قطاعات البناء، والفلاحة، والمناجم، ومختلف المعامل و الأوراش.

وتشمل الإجراءات الفورية لحماية العمال تعديل ساعات العمل وتجنب العمل بين الساعة 10 صباحا و4 مساء، أو تعليقه عند تجاوز درجة الحرارة 40 درجة مائوية، وتوفير بيئة آمنة وأماكن مظللة للراحة، ومياه شرب باردة وملابس وقائية خفيفة وفاتحة اللون، وتطوير النصوص التشريعية بمدونة الشغل الوطنية تلزم بتوفير الوقاية خلال موجات الحر، وفرض عقوبات رادعة وغرامات ضد المخالفين، وتعويض العمال المتضررين.

تحرير من طرف يسرى جوال
في 02/07/2025 على الساعة 21:15