واختتم مركز مصالحة صبيحة يوم الثلاثاء 02 يوليوز 2024 بالسجن المحلي سلا فعاليات الدورة 14 من البرنامج التأهيلي مصالحة الذي استفاد منه 21 نزيلا محكوما في قضايا التطرف والإرهاب، ليصل عدد المستفيدين من هذا البرنامج 322 نزيلا من الفئة المشار إليها.
البرنامج الذي امتد لما يصل إلى 232 ساعة شهد تقديم حصص دراسية وتكوينية في مجالات عديدة، أبرزها الشق القانوني، ومفاهيم حقوق الإنسان. وبحسب المنظمين تعد هذه « الدورة الثانية من نوعها التي يتم تنظيمها في إطار مركز مصالحة الذي أحدث بموجب اتفاقية شراكة وقعها بتاريخ 02 نونبر 2023 شركاء « برنامج مصالحة »، وذلك تنفيذا للتعليمات السامية للملك محمد السادس بهدف تنفيذ استراتيجيات وبرامج الوقاية من التطرف العنيف وإعادة تأهيل وإدماج المحكوم عليهم في إطار قضايا التطرف والإرهاب من خلال؛ رسملة التجارب والممارسات الفضلى المحصل عليها ضمن البرنامج التأهيلي « مصالحة »، وضمان استمراريته ومأسسته وتطوير أدائه، ودعم ومواكبة المستفيدين منه بعد الإفراج عنهم، وصياغة برامج للوقاية من مخاطر السقوط في التطرف، وإحداث نظام يقظة واتخاذ التدابير الممكنة لحماية المحيط الأسري المباشر للمستفيدين من خطر تبني الأفكار المتطرفة ».
وحضر حفل اختتام الدورة كل من المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج والأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، ورئيس مركز مصالحة، ورئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، ومنسق مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء وممثلي الشركاء المؤسساتيين والخبراء والأساتذة المؤطرين لحصص البرنامج.
وتم خلال هذا الحفل تقديم شريط فيديو يستعرض أهم مراحل الدورة التي امتدت على مدى 4 أشهر ونصف من التكوين والتأهيل الديني والقانوني والحقوقي والسوسيو اقتصادي والنفسي، إذ بلغ عدد ساعات تنفيذ البرنامج 232 ساعة 183 منها تم تخصيصها للتكوين فيما كانت 59 ساعة مخصصة للأنشطة الموازية مثل المسرح والرسم والبستنة ودعم القدرات في القراءة والكتابة والحساب.
هذا وتميزت هذه الدورة باشتغال المستفيدين على تمرين مناظرات بين المشاركين في إطار بناء خطابات متطرفة وتفكيكها لتمكين النزلاء من آليات التفكيك والهدم وتقوية ملكة النقد، كما تم عرض شريط لشهادات عائلات ضحايا الأحداث الإرهابية والتي عرفت متابعة متأنية من السجناء ومؤثرة في نفوسهم.
جدير بالذكر أن البرنامج التأهيلي « مصالحة » انطلق سنة 2017 ويستهدف السجناء المحكومين نهائيا في قضايا التطرف والإرهاب ممن يبدون رغبتهم في المشاركة. وقد تم الإفراج عن 235 سجينا بينهم 170 نزيلا بموجب عفو ملكي سامي (ضمنهم 10 نزلاء سبق وأن استفادوا من تخفيض مدة العقوبة بموجب عفو ملكي سامي، و04 سجناء استفادوا أيضا من العفو الملكي من الغرامة). لتصل نسبة الاستفادة من العفو الملكي السامي 66.76 في المائة من مجموع النزلاء المشاركين.