وفقا للمعلومات المتاحة، فإن مصطفى، الذي يبلغ من العمر 57 عامًا، كان يشغل منصب مسيّر جمعية « أبطال أناسي » الرياضية التي تسعى إلى تأطير وتأهيل الناشئة في مجال كرة القدم. على الورق، كانت أهدافه ترتقي إلى القيم وتكوين الناشئة، لكنه استغل هذا النشاط الجمعوي للقيام بأفعال إجرامية بشعة، من خلال تحويل رحلات الأطفال إلى مأدبة لاستغلالهم جنسيًا.
حلاوة اللسان
القصة المرعبة بدأت من حي أناسي بالدار البيضاء، الذي قدم إليه من حي السالمية 2 الذي رآى به النور عام 1966. هناك بدأ هذا الشخص الخامل الذكر في « تدريب » أبناء الدرب على كرة القدم وسط ساحة متربة، قبل أن يشير عليه أحدهم بتأسيس جمعية رياضية قصد الاستفادة من الدعم العمومي والمشاركة في المنافسات الجهوية والوطنية.
انشغل مصطفى بتوجيه أنشطة رياضية للأطفال. استغل ثقتهم وثقة أولياء أمورهم ليتمكن من الاستيلاء على عقولهم بفصاحة لسانه. في البداية، كان يقتنع الأسر بجديته وحرصه على تطوير شخصيات أبنائهم. لكنه كان في الواقع يخطط لاستغلال هذا الوضع لصالحه الشخصي.
كثف مصطفى من حملاته التجنيدية، يقنع العائلات بأن يشارك أطفالها في برامجه التأطيرية. تحولت رحلاتهم البريئة إلى كابوس يستعر فيه جنونه الشهواني. الهدف الأخير لتلك الرحلات كانت شاطئ الجديدة، حيث انفجر الأمر بشكل غير متوقع.
ويروي واحد من الآباء الذين انخدعوا بالوجه الذي يظهر به مصطفى أمام جميع سكان الحي، أن هذا الذي تبين أنه « بيدوفيل » يتمتع بقدرة كبيرة على الخطابة والكلام بهدف الإقناع. وحتى عندما توفي طفل خلال رحلة استجمام جماعية نظمتها الجمعية إياها، لم يخالجهم أدنى شك بأن تكون الوفاة غير طبيعية. « اقتنعنا بأن وفاة ذلك الطفل غرقا كانت قضاء مقدرا، ولم يكن فينا من ساوره أدنى شك بشأن تبريراته... ».
ولم يتردد مصطفى في استخدام سلاح المراوغة مع رجال الشرطة السياحية بالجديدة، عقب إيقافه، حيث أنكر المنسوب إليه وأظهر براءته مهددا بمتابعة كل من يتهمه بشيء آخر، خارج وظيفته التربوية التي يمليها عليه منصبه رئيسا لجمعية بأناسي لكرة القدم، ما جعل الأمن بداية متحفظا إلى أبعد الحدود، وبتعليمات من النيابة العامة سيق الجميع إلى المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية لاستجلاء الحقيقة.
ولدى عرضه على النيابة العامة صرح لدى سؤال عن دواعي تقبيل الطفل الذي ظهر بالفيديو، أجاب أنه كان يقبله كما لو كان ابنه، ما دفع بالوكيل العام للملك إلى سؤاله: «واش أولادك كتبوسهم فحال هاكا»، هنا لم يجد بدا من قول الحقيقة والاعتراف بأنه كان يهتك أعراض الأطفال بالتقبيل تارة وبتلمس مناطق حساسة تارات أخرى.
جرائم في السر
يؤكد أب آخر، في حديث مع le360، أن مصطفى كان يخفي وراءه حقيقة مفزعة، لكنها تمردت عليه بشاطئ «دوفيل» بالجديدة وأماطت اللثام عن باطنه المتلذذ ببراءة قاصرين. بدأ مسلسل استباحة أجسادهم بالبيضاء في أكثر من محطة، وحلقته الأخيرة كانت بالجديدة لما ترصدته كاميرا هاتف محمول لفتاة تتحدر من مراكش، رمقته في الماء يتلمس مؤخرة طفل عمره تسع سنوات، وأكمل حضنه وتقبيله استرخاء على رمال شاطئ « دوفيل ».
ويروي الرجل أن سمعة مصطفى لم تكن طيبة لدى الجميع. « كان ابني اليافع يتدرب معه على كرة القدم منذ كان عمره عشر سنوات، وما إن سمعت ما يردده البعض حول اعتدائه على الأطفال حتى سارعت إلى إبعاد ابني بأن نقلته إلى جمعية رياضية أخرى »، يقول هذا الأب مؤكدا أن ابنه لم يتعرض لأي سوء على يد المدرب المشبوه.
إقرأ أيضا : «بيدوفيل» شاطئ الجديدة يفضح المستور
بعد اعتقاله ومواجهته بالأطفال الضحايا وذويهم، تفاجأ الجميع بمفاجأة مروعة عندما انبثقت تصريحات من قبل الأطفال القاصرين، كشفوا فيها عن وقائع مروعة: لقد كان بعد انتهاء حصص التداريب الرياضية، يأخذهم معه إلى حمام شعبي بأناسي ويمارس مسلسل تلذذه الذي حرص بداية على «التقية» فيه، لكن خلال الآونة الأخيرة لم يعد محكما في نفسه الأمارة بالسوء وأضحى يحضن ضحاياه في حضرة أقرانهم، وهو ما جعله لقمة سائغة لكاميرا هاتف محمول أطاح به بالجرم المشهود بشاطئ مدينة الجديدة.
سقوط القناع
بين أمواج البحر ورمال الشاطئ، انكشفت الجريمة المرعبة. فيديو الفضيحة تسرب للعلن، يوثق لحظات الاعتداء الجنسي على الطفل الضحية. لحظات وحشية تكشف عن حقيقة مخيفة تمثلت في سقوط قناع هذا الذي اختبأ خلف العمل الجمعوي ورعاية الأطفال، بينما كان في الواقع يمارس أفعاله الشنيعة في أماكن عامة.
تم اعتقال المتهم يوم الجمعة 11 غشت 2023، وجرى إيداعه الحبس الاحتياطي بعد تقديم دلائل كافية على ارتكابه الجرائم. يُتوقع أن يمثل المتهم أمام المحكمة قريبًا لمحاكمته بتهم الاتجار بالبشر وهتك عرض قاصرين.
لا تزال التحقيقات جارية، والعدالة تسعى لكشف كل تفاصيل هذه الجرائم المروعة، التي تتطلب التحقيق الدقيق والتفتيش في كل التفاصيل، وتفرض تشديد وتعزيز الرقابة والحماية للأطفال في الأماكن العامة وداخل الجمعيات الرياضية.