على بعد 33 كيلومترا شمال مدينة أكادير، تقع قرية «أغروض» أو ما يطلق عليها « القرية الملونة »، التي تتميز بجماليتها الرائعة وشاطئها الهادئ والذهبي، وألوانها الساحرة المبهجة، وبتصاميم بيوتها التي تسر أعين زوارها.
«أغروض» هي كلمة أمازيغية الأصل وتعني الكتف، وهي منطقة على ساحل المحيط الأطلسي، تقع بين مدينتي أكادير والصويرة. تتلقى هذه القرية إقبالا كبيرا من طرف زوارها في مختلف أنحاء العالم. طمعا في هدوئها وجمالية طبيعتها الخلابة، والاستمتاع بأجواء الشروق والغروب، ومن أجل الاسترخاء بعيدا عن ضوضاء المدينة.
قرية مضيافة صيفا وشتاء
أسامة واحد من الزوار الذين زاروا منطقة أغروض لأول مرة، بعدما اكتشفها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. « ذهب لاستكشاف تلك المنطقة الجميلة بعدما أنبهرت من جماليتها الرائعة، لقد شعرت وكأني أزور إحدى المدن في كولومبيا »، يقول الشاب أسامة مستعرضا مميزات هاته الوجهة السياحية، التي يصفها بأجمال مناطق المغرب.
ويوضح أسامة في حديث مع Le360 أن القرية لا توفر المناظر الخلابة فقط وإنما تمنح لزوارها، الذين يتقاطرون عليها من الداخل والخارج، أماكن للعب مخصصة للأطفال إضافة إلى جميع المرافق الذي يحتاجها الزائر.
وقال أسامة إن أثمنة كراء الشقق تختلف حسب المساحة والقرب والبعد من البحر، وكذا حسب الطلب الذي تتلقاه المنطقة في فصل الصيف، مؤكدا أنه اكترى غرفة أنيقة داخل شقة مفروشة بمبلغ 200 درهم لليلة الواحدة.
ويزكي لحسن، وهو أحد أبناء القرية السياحية، كلام أسامة، مؤكدا أن هاته الوجهة تلقى إقبالا كبيرا خلال جميع فصول السنة. « كل فصل يميز أغروض عن الفصل الأخر، ففي فصل الصيف يعيش الزائر تجربة السباحة في شاطئها النقي ويستمتع بممارسة الرياضات البحرية (السورف والجيتسكي) التي يعتبر هذا الشاطئ فضاء مناسبا لممارستها. أما خلال فصول الربيع والشتاء والخريف، فإن الزوار يأتون لقضاء عطلة رائعة بين الجدران الملونة المبهجة بعيدا عن صخب المدن والجلوس على شاطئ البحر، والمشي في مكان تملؤه الأشجار.. ».
وواصل لحسن، وهو في منتصف الأربعينات من عمره ويشتغل في قطاع السياحة، استعراض مزايا منطقة أغروض الزاخرة بتنوع خيارات الإقامة السياحية، حيث تتضمن حسبه فنادق فاخرة، ونزلا تقليدية، ومنازل وشققا سياحية تناسب مختلف مستويات الرغبات والميزانيات. وتبدأ أسعار الإقامة، حسب لحسن، من مبلغ متواضع يبلغ حوالي 50 درهما لليلة الواحدة، مما يجعلها « وجهة مفضلة للمسافرين من مختلف الفئات الاجتماعية ».
محج عشاق التصوير الفوتوغرافي
يعشق عشاق التصوير الفوتوغرافي قرية أغروض، إذ تعتبر منطقة مثالية لعرض الجمال الطبيعي والثقافة المحلية في إطار فني رائع. تُقدم القرية مشهدًا فنيًا مفتوحا على الهواء يأسر الأبصار، حيث يمكن للزوار التجول وسط مناظر طبيعية خلابة والتقاط لحظات لا تُنسى.
شاهد مناظر التقطها أحد عشاق التصوير ونشرها في قناته على يوتيوب:
سحر الطبيعة والبساطة
لا يزال صيادو القرية يحتضنون تقاليدهم ونشاطهم البحري العتيق، حيث يمارسون صيد الأسماك باستخدام قواربهم الخشبية الزرقاء التقليدية. يحظى هؤلاء الصيادون باحترام كبير من الزوار الذين يندهشون من مهارتهم وشجاعتهم في التعامل مع البحر الزاخر بالثروات.
وتكتسي لحظة وصول قارب الصيادين إلى الشاطئ أهمية كبيرة، حيث يحيط الزوار بالقوارب، مترقبين إنزال الصيد الطازج. وتتاح للزوار فرصة شراء هذه الأسماك الطازجة بأسعار معقولة من الصيادين، ليتمتعوا بتناولها في مطاعم القرية الشهيرة بتقديم أطباق بحرية لذيذة. أو يمكنهم إعدادها بأنفسهم في المنازل التي يستأجرونها هناك، وأحيانًا يخوضون تجربة شواء الأسماك فوق النار الموقدة على شاطئ البحر.
باختصار، تُعَدُّ قرية أغروض مزيجًا ساحرًا من الجمال البكر والتراث الثقافي والتجربة الفنية، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بمشاهدة صيادين يمارسون نشاطهم التقليدي، والاستمتاع بالمأكولات البحرية الطازجة، واستكشاف تنوع خيارات الإقامة. إنها وجهة ساحرة تحمل في طياتها تجربة سياحية لا تُنسى.