مشاهد وشهادات مؤثرة لمتضررين من جفاف ثاني أكبر سدود المغرب

جفاف سد المسيرة

جفاف سد المسيرة

في 06/01/2024 على الساعة 09:00, تحديث بتاريخ 06/01/2024 على الساعة 09:00

فيديوباتت آثار الجفاف واضحة وضوح الشمس بالدواوير المجاورة لسد المسيرة، أراضي تشققت تربتها عطشا، يبست أشجارها، وتعرضت محاصيلها الزراعية للتلف، وأخرى مازالت تقاوم آخر مراحل الجفاف.

ووفق ما وثقته كاميرا Le360، غَيَّرَ الجفاف ملامح الحياة بالقرى المجاورة لثاني أكبر سد بالمغرب، فقد أصبح العيش صعبا على سكان المنطقة، خصوصا بعد منع السقي بمياه السد، في ظل تراجع الموارد المائية.

بنبرة صوت ملؤها الحسرة، وبملامح يسود عليها التعب، يقول سعيد، أحد فلاحي دوار المدادحة ضواحي سد المسيرة، « لا حياة لنا بدون سد، فتحنا أعيننا بهذه المنطقة ولا يمكننا العيش في مكان آخر، كنا نستعمل مياهه للشرب، غسل الملابس، السقي وكل شيء ».

وأضاف محمد وهو يراقب الأراضي التي تربص بها الجفاف، « قبل 7 سنوات تقريبا كان تدفق المياه من سد المسيرة لا يتوقف، واليوم كما تشاهدون ننتظر لأيام على أمل نزول بضع لترات تروي عطشنا وعطش قطيعنا ».

وتابع المتحدث: « حتى الآبارجد قليلة بالمنطقة، عدد من جيراننا حاولو حفر آبار لكن لم يجدوا الماء، ومن وجدوا كانت نسبة ملوحته عالية لا يصلح للشرب ولا للسقي ينفع فقط لشرب المواشي ».

ومن جانبه قال العربي وهو فلاح من نفس المنطقة، تضررت أراضيه من نقص المياه، وضاعت محاصيله، (قال) « نصف محاصيل أرضي من الشيبة يبست بسبب قلة التساقطات ومنع السقي، تكبدت خسارة فادحة ».

واستدرك قائلا: « كل الدواوير المجاورة للسد تعيش وضعية صعبة، فلا حياة لنا دون ماء ».

ولا يختلف حال سعيد والعربي عن ساكنة الدواوير المجاورة، فمنهم من يبحث عن حل لإنقاذ أرضه ومصدر لقمة عيشه، ومنهم من يبحث عن بضع لترات من الماء لري عطشه وعائلته، وهو الحال بالنسبة لمحمد، وهو رجل خمسيني يتكبد يوميا عناء التنقل عبر دابته ل 3كيلومترات من أجل جلب الماء الشروب.

يقول محمد الذي استقبلنا بابتسامة كلها أمل « الحياة صعبة بعض الشيء بالمنطقة خصوصا بعد نقص الماء ولكن الحمد لله عايشين ».

وتابع قائلا وهو يمتطي حماره الذي تبدو عليه علامات التعب والعطش، « أتنقل مرتين كل يوم لمسافة 3كيلومترات تقريبا لجلب الماء الشروب لأن الماء المتواجد بآبار الدوار مالح يصعب شربه ».

يذكر أن الجفاف تمكن من السيطرة على سد المسيرة، ثاني أكبر سد بالمملكة، والقلب النابض لوكالة الحوض المائي أم الربيع. وهو الحوض الأكثر تضررا من مشكل ندرة المياه، حيث سجل الحوض عجزا في الواردات المائية فاقت بنسبته 75% مقارنة مع المعدل السنوي، خلال السنة الهيدرولوجية 2022-2023 وهي السنة الجافة الخامسة على التوالي.

هذا السد، المتواجد بجماعة عين ابلال بإقليم سطات، والذي تبلغ سعته أزيد من مليارين و650 مليون متر مكعب، ويتعدى علوه 80 مترا، تم تشييده سنة عام 1975 م، على نهر أم الربيع، ثاني أكبر أنهار المغرب، ينبع من سلسلة جبال الأطلس المتوسط ويتجه غربا ليصب في المحيط الأطلسي عند مدينة آزمور، يبلغ طوله 555 كم، ويصل معدل تصريفه للمياه إلى 117 متر مكعب في الثانية (م³/ث).

وحسب معلومات رسمية صادرة عن وزارة التجهيز والماء، فقد تراجعت نسبة ملء سد المسيرة، إلى 1.02 بالمائة (27.12 مليون متر مكعب) وهو أدنى مستوى يسجله السد منذ الشروع في استغلاله سنة 1979. وإذا ما احتسبنا كمية الأوحال المتواجدة بالسد، فيعتبر سد المسيرة جافا بالكامل.

تحرير من طرف فاطمة الزهراء العوني و خليل السالك
في 06/01/2024 على الساعة 09:00, تحديث بتاريخ 06/01/2024 على الساعة 09:00