و تناولت يومية «الصباح»، في عددها الصادر ليوم الخميس 18 دجنبر الجاري، خبرا مفاده أن مدينة الفقيه بن صالح عاشت حدثا استثنائيا، بعد شيوع عودة رجل إلى بيته للمرة الثانية، بعدما أعلن عن وفاته سابقا، حيث أثار رجوعه من الموت صدمة كبيرة، خاصة بعد ظهوره في صحة جيدة، علما أن المعني بالأمر البالغ من العمر خمسين سنة، كانت عائلته قد أقامت مراسيم جنازته وفق ما تقتضيه عادات القبيلة، ودفنته قبل أسابيع بدوار أولاد سعد بجماعة بني وكيل بإقليم الفقيه بن صالح.
وأفادت اليومية بأن تفاصيل الواقعة، التي ما تزال تداعياتها تتناسل بوتيرة سريعة، تعود إلى اطلاع عائلة المعني بالأمر على منشورات متداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تتحدث عن العثور على جثة شخص مجهول الهوية كان يعيش حياة التشرد بمدينة وادي زم، وبعد القيام بالإجراءات القانونية المعمول بها، تم إيداع الجثة بمستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي في انتظار تسليمها إلى عائلته في حال التعرف على هويته، أو دفنها إذا لم ترد أي إشارة بشأنها، وفق ما تقتضيه المساطر المعمول بها في دفن الأشخاص مجهولي الهوية.
وأوضحت الجريدة -نقلا عن مصادرها-، أن أفراد أسرة المعني بالأمر انتقلوا إلى المستشفى المحلي بوادي زم للتأكد من صحة المعطيات المتداولة، حيث تمت معاينة الجثة، وأجمع الحاضرون على أنها تعود لابنهم المختفي، وبعد استكمال الإجراءات القانونية اللازمة، تم تسلم الجثة ودفنها بمقبرة القرية، مع إقامة مراسيم الجنازة وتلقي التعازي.
وأضاف المقال أن أسرة المعني بالأمر فوجئت بانتشار خبر الخميس الماضي على منصات التواصل الاجتماعي، يؤكد أن ابنها ما يزال على قيد الحياة ويوجد بجماعة أهل مربع قرب الفقيه بن صالح، ما أثار استنفارا لدى أفراد العائلة، الذين انتقلوا إلى المكان المشار إليه والتأكد من حقيقة الأمر.
وأوردت الجريدة أن المفاجأة كانت كبيرة عندما وجدت الأسرة ابنها معافى يتوق شوقا للقاء ذويه، ولم تتسرع الأسرة في اتخاذ قرار إعادته إلى البيت قبل التأكد من صحة جميع المعطيات وموافقة المقربين منه، لتنفتح أبواب الأمل من جديد ويسود جو من الانشراح في صفوف أفراد عائلته التي اكتوت بفقده وعاشت أياما من الألم والحزن خلال مراسيم دفنه، غير أن القدر كافأها في الأخير بعودته إلى حضن أسرته.
ولم يمر خبر عودة المعني بالأمر إلى أسرته دون تفاعل، إذ استنفرت الواقعة السلطات المحلية والأمنية بكل من الفقيه بن صالح وبني وكيل، كما تم إشعار مصالح الأمن بمدينة وادي زم من أجل اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، بما في ذلك إخضاع المعني بالأمر لتحليل الحمض النووي، والتحقق من هوية الجثة التي تم دفنها عن طريق الخطأ، مع فتح تحقيق لتحديد ظروف وملابسات الوفاة الحقيقية.




