في ظل وعورة التضاريس والمسالك الجبلية المقطوعة بسبب سقوط الأحجار من المرتفعات، اضطرت السلطات المحلية، بالتعاون مع المتطوعين الذين تدفقوا بكثافة لتقديم المساعدة للمتضررين من الزلزال، إلى الاستعانة بالبغال والحمير لنقل المساعدات إلى المناطق النائية المجاورة للجبال، حيث تعذر الوصول إليها بسبب انهيار الطرق أو عدم وجود طرق تربط بين الدواوير البعيدة.
ولعبت الدواب دورا حيويا في تسهيل نقل المساعدات إلى المتضررين في ظل صعوبة وعورة المسارات الجبلية، وخصوصا في المناطق النائية المقربة من مركز الزلزال.
وقدم المغاربة نموذجا مبهرا للتضامن والتعاون الاجتماعي، حيث انطلق الآلاف إلى المحلات التجارية في مختلف المدن لشراء المواد الغذائية والأساسية وتكدسوا في صفوف في انتظار إرسالها مع متطوعين في جمعيات لإيصالها إلى المتضررين. وقام البعض بتشكيل قوافل بشرية وتوجهوا إلى المناطق المتضررة لتوزيع المساعدات على السكان المحتاجين.
وتباينت أشكال الدعم والمساعدة وفقا للقدرة والإمكانيات، حيث قام قطاع كبير من المواطنين بشراء المواد الغذائية والأساسية والتبرع بها. وشارك المواطنون والمؤسسات والشركات الخاصة بكثافة في حملة التبرع لصالح الضحايا، ما يعكس تلاحم المجتمع المغربي في الأوقات الصعبة.
إن هذه الروح الإنسانية والتضامنية التي ظهرت في أعقاب الزلزال تشكل مثالا حيا على قوة التكاثف في مواجهة الكوارث والأزمات. وتعكس هذه الجهود الجماعية العزم القوي للمغاربة على تقديم الدعم لأولئك الذين تأثروا بالزلزال وتخفيف معاناتهم في هذه اللحظات الصعبة.