ووفق ما أكده وزير الصحة والحماية الإجتماعية أمين التهراوي، فالحكومة بصدد تدارس إمكانية تقليص سنوات التكوين بالنسبة لتخصص الطب الاستعجالي من 5 إلى 3 سنوات، وذلك لتخفيف الضغط على مصالح المستعجلات.
وقال وزير الصحة، خلال مناقشة الميزانية الفرعية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، إن «أقسام المستعجلات تعمل بحوالي 10 في المائة من الموارد البشرية للمستشفيات، أي ما يقارب نصف خدمات المستشفى العمومي، وهو ما يؤكد الضغط المتزايد على المهنيين العاملين بأقسام المستعجلات التي تستقبل أحيانا عددا يصل إلى 700 شخص في اليوم»، مشيرا إلى أن «عدد أطباء الطب الاستعجالي في المغرب لا يتعدى 595 طبيبا عاما، وعدد الممرضين وتقنيي الصحة لا يتجاوز 7842 إطارا».
ووفق ما أكده المسؤول الحكومي، فإن هذا التقليص سيُمكّن من سد الخصاص الكبير الذي تعرفه هذه المصالح، والمتمثل في النقص المزمن في الأطر الطبية المؤهلة في الطب الاستعجالي.
هل يتكرر سيناريو المقاطعة؟
هذه الخطوة (تقليص سنوات التكوين)، كانت السبب الرئيسي وراء اندلاع الشرارة الأولى لأزمة طلبة الطب، التي استمرت 11 شهرا، بداية بمقاطعة الدروس والامتحانات، مرورا بالاحتجاجات والإضرابات، ثم الاعتصامات الليلية، فالإنزال الوطني أمام قبة البرلمان، قبل توصل الطلبة أخيرا لاتفاق مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.
طلبة الطب والصيدلة يحتجّون بالدار البيضاء. عبد الرحيم الطاهيري
لحدود اليوم، لا تعليق من اللجنة الوطنية لطلبة الطب حول تصريحات الوزير، وموقفهم من تقليص جديد في سنوات تكوين فئة من الأطباء.
مدة التكوين بعد التقليص الأول
اعتمدت كليات الطب والصيدلة هيكلة بيداغوجية جديدة، تضمنت تقليص مدة التكوين من سبع إلى ست سنوات.
كان طلبة الطب قبل صدور قرار وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، رقم 2175.22، القاضي بتقليص سنوات التكوين في 04 غشت 2022 والمنشور بالجريدة الرسمية عدد 7177 بتاريخ 13 مارس 2023، يتلقون تكوينا مدته سبع سنوات (5+2)؛ 5 سنوات عبارة عن دروس نظرية وسنتين تطبيقية أي تداريب داخل المستشفيات. اليوم، وبعد تطبيق الإصلاح البيداغوجي من قبل وزارة التعليم العالي والذي تضمن تقليص سنوات الدراسة، سيتلقى الطلبة تكوينا مدته ست سنوات (4+2)؛ 4 سنوات دروس نظرية وسنتين تطبيقيتين.
هذا القرار، ووفق ما ورد في محضر الاتفاق الموقع بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار واللجنة الوطنية لطلبة الطب، لن يتم تطبيقه على الأفواج الأربعة السابقة، أي طلبة السنوات: الثانية والثالثة والرابعة والخامسة، الذين لم يجتازوا بعد الاختبارات بسبب المقاطعة. وسيتم إخضاعهم للقرار الذي كان ساري المفعول آنذاك، أي 5+2.
وبخصوص الفوج 2023-2024 (طلاب السنة الأولى الذين لم يُمتَحنوا بعد بسبب المقاطعة)، فقد نص محضر الاتفاق على أن يُطَبَّقَ عليهم القرار الساري المفعول في تاريخ التحاق الطلبة بالكليات، ويمكنهم الاستفادة من تداريب سريرية اختيارية قد تصل إلى سنة (مدة كل تدريب 3 أشهر)، قبل مناقشة الأطروحة، مقابل إشهادات عن كل فترة من هذه التداريب تدرج في دفتر الضوابط البيداغوجية الوطنية. وبالتالي، فإن هذا الفوج سيتلقى تكوينا مُدّتُه 6 سنوات لكن 5+1، أي 5 سنوات نظرية وسنة واحدة تطبيقية، إضافة إلى سنة أخرى (السابعة) اختيارية.
وسيُطبّق قرار وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار رقم 2175.22، الصادر في 04 غشت 2022، والمنشور بالجريدة الرسمية عدد 7177 بتاريخ 13 مارس 2023، والمتعلق بتقليص سنوات التكوين بالنسبة للفوج 2024-2025. بالتالي فإن هذا الفوج سيخضع لتكوين مُدّتُه 6 سنوات، 4 نظرية وسنتان تطبيقيتان.




