ويعد برنامج المدارس الصيفية، الذي ينظم في 17 مؤسسة، برعاية (نادي أطفال من أجل القدس) التابع للوكالة، وبتمويل من جمعية المركز الثقافي المغربي، فرصة للأطفال المقدسيين لاقتناص لحظات من السعادة والحبور، والاستفادة من الأجواء الترفيهية والتعليمية.
وتحرص وكالة بيت مال القدس، التي تعمل تحت الإشراف الشخصي للملك محمد السادس، على إطلاق برنامج المدارس الصيفية في مدينة القدس الشريف، رغم الظروف الخاصة التي تمر منها مدينة القدس بشكل خاص وفلسطين بشكل عام، مما يؤكد حرص الوكالة على الحضور بشكل دائم عبر برامجها المختلفة.
ويهدف برنامج هذه السنة، الذي ينظم تحت شعار: «من أجل ترسيخ قيم الوحدة والتضامن»، تمكين المؤسسات المستفيدة من توفير بيئة آمنة وحاضنة لأطفال تركز على الدعم والإرشاد النفسي والأنشطة التربوية المناسبة للمساعدة على الفترات العصيبة التي تعيشها القدس وفلسطين في هذه الفترة، وذلك من خلال 150 ورشة في الفن والدراما والعروض المسرحية وألعاب التوازن والذكاء.
في هذا الإطار، تبنى نادي «أطفال من أجل القدس»، التابع لوكالة بيت مال القدس، عددا من المدارس في مناطق مهمشة من القدس، ويعمل على دعم ميزانياتها لتغطية تكاليف النقل والأحواض المائية والمنتفخات والألعاب الالكترونية والعروض المسرحية والقرطاسية، مما أتاح الفرصة للمئات من الأطفال من الاستفادة من البرنامج.
وحرصت وكالة بيت مال القدس هذا العام على إشراك المدارس الصيفية في محاكاة حالات الطوارئ والمستعجلات في إطار مشروع «فزعة»، الذي مولته المؤسسة في القدس، لتدريب الأطفال المستفيدين على التعامل مع حالات الحرائق في الأماكن المغلقة والمفتوحة.
وتضمن برنامج المدارس الصيفية كذلك عددا من التداريب على الإسعاف الأولي بإشراك مدربين مؤهلين، كما اهتم البرنامج بتدريب الأطفال على الممارسات الفضلى للسلامة والأمان في البيت وفي المدرسة، خاصة خلال حالات الطوارىء وتشجيعهم على الإبلاغ عن المخاطر.
يشار إلى أن برنامج المدارس الصيفية لهذا العام يتوزع على كل أحياء القدس ومناطق خارج الجدار ضمت 4 مخيمات متخصصة في تاريخ القرى المهجرة ومخيم آخر خاص بطلاب الهندسة المعمارية، تتمحور فعالياته على إعداد تصاميم هندسية لبعض المنشآت في قطاع غزة المنكوب.
وفي هذا الإطار أعربت العديد من الشخصيات والفاعلين التربويين والجمعويين الفلسطينيين، عن شكرهم وتقديرهم للملك السادس، وتثمينهم للدور الذي تضطلع به وكالة بيت مال القدس من أجل المدينة المقدسة وساكنتها، ولاسيما منهم الأطفال.
وأبرزت تانيا عواد، مديرة جمعية سيدة البشارة الخيرية، من المؤسسات المستفيدة، الأهمية الخاصة لبرنامج المدارس الصيفية والأنشطة والورشات التي يستفيد منها الأطفال المقدسيون خلال عطلتهم المدرسية.
واعتبر محمد العباسي، متطوع في نادي «إسلامي سلوان» (من المؤسسات المستفيدة) أن مبادرة وكالة بيت مال القدس بإطلاق هذا البرنامج ستمكن الأطفال المستفيدين من دعم نفسي واجتماعي وترفيهي مفيد جدا يحتاجون إليه بشدة.
وبدوره، أكد نور الشلبي مدير جمعية ابان، المستفيدة من البرنامج، أن مبادرة المدارس الصيفية تشكل منافسة هامة لتمكين الأطفال المستفيدين من التفريغ النفسي والشحن بالطاقة الإيجابية، مؤكدا على أن هذا الإطار التربوي والترفيهي يشكل ملاذا آمنا للأطفال.
ومن جانبها، اعتبرت عايشة الفيراوي، منسقة مشاريع مركز السرايا المجتمعي، وهي من المؤسسات المستفيدة من البرنامج، أنه إلى جانب مساهمته في عملية التفريغ النفسي للأطفال، واستغلال أوقات فراغ، فإن البرنامج يشكل مناسبة مواتية للكشف عن المواهب والطاقات من بين الأطفال المقدسيين المستفيدين.