وأوضح محمد أبو زيد، أحد سكان دوار إكدامن الواقع بجماعة إداوكنظيف بإقليم اشتوكة أيت باها، أن نهار رمضان يستيقظ السكان باكرا للذهاب إلى الحقول الزراعية حيث مورد رزقهم والتي تحتوي في غالب الأحيان على أشجار اللوز والأركان وبعض الأعشاب الطبية، ومنهم من يتوجه ليرعى الغنم ويسهر توفير الكلأ لها قبل حلول آذان المغرب.
وأضاف المتحدث في تصريح لـLe360، أن البعض الآخر يقوم بحلب الأبقار والماعز وجلب الحطب وإعداد زيت « أملو » وأركان واللوز والزبدة و« السمن » والعسل وغيرها من المواد والزيوت المحلية التي تحضر بقوة أثناء وجبة الإفطار إلى جانب « الحريرة » و« الهندية » بنوعيها وكذا التمر الذي يتم جلبه من موسم « سيدي مسعود » الذي يقام بالمنطقة، فضلا عن إعداد خبز « تفرنوت » أو « تكات » بالطريقة التقليدية.
ويتم إعداد أكلة أخرى بعد الانتهاء من عملية الإفطار تسمى « إدرنان »، يقول أبو زيد، وهي عادة أمازيغية ثقافية واجتماعية قديمة باتت قاب قوسين أو أدنى من الإندثار نتيجة عدة عوامل، وتتكون من مأكولات محلية مختلفة كالكسكس بالشعير واللبن الطبيعي والخبز التقليدي والطاجين وغيرها، تسعى إلى غرس أواصر التضامن والتآخي ولم شمل الأسر والعائلات والجيران.
من جانبها، قالت عائشة، إن شهر رمضان الذي يصادف موسم الحصاد أو جلب الأركان يشهد بروز عادات وتقاليد متوارثة من الأجداد، حيث يتعاون الجميع على المحاصيل الزراعية في عملية تسمى بـ« تيويزي » وهي عملية يجتمع فيها أهالي القرية ويتناوبون على قطف ما تيسر من خيرات المنطقة من الأركان واللوز والأعشاب الطبية وهكذا دواليك إلى أن ينتهي موسم الحصاد وتنتهي معه عادة « تيويزي ».
وأشارت المتحدثة إلى أن نساء القرية يعملن بالتزامن مع ذلك على إعداد وجبة الإفطار تضم مختلف الأكلات المحلية، منبهة إلى بداية اندثار هذه العادات والتقاليد الضاربة في عمق التاريخ بسبب الهجرة القروية التي فرضتها الظروف الاقتصادية والاجتماعية للأسر وكذا سنوات الجفاف وندرة المياه الجوفية وغياب المرافق العمومية الضرورية، حسب تعبيرها.