وشهدت الجلسة تقديم مرافعة امبارك المسكيني، محامي المتهم الرئيسي في الملف « أ.ص »، والذي أكد في مرافعته أهمية «احترام قرينة البراءة في الملف»، مردفا أنه «من شروط المحاكمة العادلة أن يحمى المتهم وألا يقذف أو يسب ولا يمس شخص المتهم إلا بعد أن يقول القضاء كلمته»، مخاطبا القاضي: «المادة الأولى من قانون المسطرة الجنائية تقول إن كل متهم أو مشتبه فيه بارتكاب جريمة يعتبر بريئا إلى أن تثبت إدانته قانونا»، مشيرا إلى أن «المشرع لم يقل كل مجرم بل كل المتهم لأن هذا الأخير تحت حمايتكم ورعايتكم ووصف المجرم قذف ووصف المجرم سب وحكم على الشخص قبل أن تحكموا».
وانتقد المحامي ما نشر على مواقع التواصل الاجتماعي والصحافة، معتبرا: «الملف صدر فيه حكم خارج القاعة وتحملنا ذلك»، مخاطبا القاضي: «أريد بكم إرضاء الخلق ضدا على الحقيقة والحق في هذا الملف ».
وأثار المحامي المسكيني نشر الاسم العائلي لمؤازره، وصورته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي وتلقيبه بولد الفشوش، معتبرا أن ذلك «جعله لقمة سائغة لدى الرأي العام وقيل في عائلته ما لم يقله مالك في الخمر»، متسائلا: «هل هذا بلد الحقوق والديمقراطية الذي نصبوا إليه؟».
واعتبر محامي المتهم الرئيسي أن «الوقائع اختلف حكيها من متهم لآخر»، في إشارة «أحمد.س» و «عبد الرفيق.ز»، مردفا: «كل شيء اختلفوا فيه إلا معطى واحد اتفقوا عليه هو أن أشرف كان يقود السيارة التي دهست الراحل»، لافتا: «هذه الواقعة تحيل على أنه لما نتفق على شيء ولا نتفق على تفاصيله، نختلف في التفاصيل»، مضيفا: «التفاصيل جاءت مختلفة وفي هذه التفاصيل تمكن الحقيقة والبراءة».
وتحدث المحامي عن الشريط المصور لواقعة الجريمة، معلقا: «من حسن حظي كمحامي والحقيقة والعدالة هو أن الجريمة مصورة »، كاشفا أنه «طرق باب قاضي التحقيق سأله هل يتوفر على أشرطة أخرى، غير القرصين في الملف، فكان رد قاضي التحقيق أنه يضع يده على الوثائق التي تحيلها عليه النيابة العامة هذه الأخيرة التي عرضت عليه قرصين فقط».
وبسط تصريحات المتهم «أحمد.س» الذي قال ضمن محاضر الاستماع، وجود « شريط يوثق نزول أشرف.ص من السيارة ويزيل لوحتها ويضعها في صندوق السيارة»، مؤكدا: «أعادت مشاهدة الشريط ألف مرة ولم يتضمن هذه الواقعة، وهي نفس التصريحات التي أدلى بها المتهم الثاني »، كاشفا أنه « بعدما قرأ هذه التصريحات، بحث في الملف عن الشريط الثالث، لكنه وجد فقط قرصين، الأول مصور بالكاميرا 4 الخاصة بمطعم ماكدونالدز، والثاني مصور بالهاتف»، متسائلا: «إن كان هنالك شريط ثالث أين اختفى؟».
وتنظر محكمة الاستئناف بالدارا لبيضاء في ملف المتهم الرئيسي في ارتكاب جريمة قتل بشعة راح ضحيتها شاب بعدما عمد المتهم في البداية إلى مهاجمة الضحية بضربة طرحته بواسطة أداة فولاذية، ثم دهسه بسيارته رباعية الدفع، وهي الأفعال التي وثقت بشريط فيديو في مرآب أحد مطاعم الوجبات السريعة بكورنيش عين الذئاب.
وكانت عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة الدار البيضاء، بتنسيق ميداني مع نظيرتها بالعيون قد أوقفت، الاثنين 31 يوليوز 2023، المشتبه فيه الرئيسي المتورط في هذه القضية بعدما لاذ بالفرار إلى مدينة العيون.
ويواجه المتهم الرئيسي تهما ثقيلة تصل عقوبتها إلى الإعدام بفعل ضلوعه في ارتكاب جناية القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، إضافة إلى تكوينه عصابة إجرامية بالاستعانة بأشخاص وقيامهم باستعمال أساليب العصابات بتحريض كلب شرس وإزالة لوحات ترقيم السيارة وسرقة هواتف المعتدى عليهم رفاق الراحل بدر.