ملف «إسكوبار الصحراء»: شاهد يروي تفاصيل «كارطونة» مليار سنتيم وعلاقة المالي بالناصري وبعيوي

الحاج إبراهيم المالي، وسعيد الناصري، رئيس مجلس عمالة الدار البيضاء ورئيس نادي الوداد الرياضي السابق، وعبد النبي بعيوي، رئيس مجلس جهة الشرق (صورة مركبة)

في 10/07/2025 على الساعة 20:27

كشف شاهد في ما بات يُعرف إعلاميا بملف «إسكوبار الصحراء» عن معطيات مثيرة حول علاقته بالبارون المخدرات، الحاج المالي والأموال المشبوهة وعلاقة هذا الأخير بكل من رئيس الوداد السابق، سعيد الناصري والرئيس السابق لمجلس جهة الشرق، عبد النبي بعيوي.

استأنفت غرفة الجنايات الابتدائية المكلفة بجرائم الأموال بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، مساء اليوم الخميس 10 يوليوز 2025، مناقشة الملف الذي يتابع فيه سعيد الناصري، الرئيس السابق لمجلس عمالة الدار البيضاء ونادي الوداد الرياضي، وعبد النبي بعيوي، الرئيس السابق لمجلس جهة الشرق، على خلفية متابعتهما على خلفية شبهات تبييض الأموال وتجارة المخدرات.

واستمعت المحكمة خلال الجلسة لشاهدين أحدهما كان يشتغل مع الحاج بنبراهيم الملقب بـ « إسكوبار الصحراء » والذي يتهم كل الناصري وبعيوي بالاستيلاء على عدد من عقاراته وأمواله. الشاهد الذي قال إنه تعرف على الحاج بن براهيم في أواسط سنة 2013، بدأ العمل لصالحه في أواخر سنة 2013 كمدير تنفيذي لإحدى شركاته.

الحاج بن براهيم مستثمر؟

وذكر الشاهد: « بالنسبة لي الحاج بن براهيم كان مستثمرا، وأنشأ شركتين إحداهما أطلق عليهما اسم El fassi brothers al kabida نشاطها الرئيسي استيراد السيارات والشاحنات»، كاشفا أن «الحاج كان يُحضر مبالغ مالية ضخمة لضخها في حساب الشركة»، قبل أن تقاطعه هيئة المحكمة: «هل سبق وسألت عن مصدر تلك الأموال؟»، ليرد الشاهد: «لا. وأظن أنه لا يمكنني طرح هذا السؤال على صاحب الشركة التي أشتغل لصالحها».

وقال الشاهد: «أول مبلغ سلمني إياه الحاج كان 100 مليون سنتيم، وطلب مني وضعه في حسابه الخاص. وكان يضع المبلغ في حقيبة آنذاك تبادر إلى ذهني سؤال واحد ماذا لو كانت هذه المبالغ المالية مزورة»

وروى الشاهد تفاصيل واقعة نقله لمبلغ مالي ضخم في «كارطونة»، موردا أنه «سبق أن طلب مني الحاج ابن إبراهيم أن أحمل كارطونة ثقيلة لوضعها في سيارة الجاغوار، إذ تم نقلها إلى مكتبه ببارك بلازا بالمحمدية ليخبرني فيما بعد أن العلبة الكارطونية بها مبلغ مليار سنتيم».

صداقة المالي مع الناصري وبعيوي؟

تحدث الشاهد عن العلاقة التي تربط الحاج « المالي » بكل من المتهمين سعيد الناصري وعبد النبي بعيوي، مؤكدا غير ما مرة أمام هيئة الحكم أنهما « كانا أصدقاء » الحاج بن براهيم.

وأكد الشاهد أن الحاج بن براهيم كان يثق به كثيرا وهو ما ترجم بحجم المعاملات التجارية التي حضرها، كاشفا تفاصيل استيراد شركة الحاج بن براهيم لما يقارب 61 سيارة من الصين، مشيرا إلى أن عبد النبي بعيوي ساعد الحاج المالي في إخراج هذه السيارات من ميناء الدار البيضاء.

وقال الشاهد: «عند وصول السيارات إلى ميناء الدار البيضاء، جاء الحاج ابن إبراهيم رفقة عبد النبي بعيوي، فسألته: كيف دخلت الميناء؟، ليرد: اللي مع البرلماني ما يدخلش الميناء؟». وأضاف الشاهد: «بعد ذلك اكترينا مستودعا بمنطقة عين السبع لتخزين السيارات قبل نقلها إلى معرض بالرباط في حي القامرة».

وأكد الشاهد أمام المحكمة أن عبد النبي بعيوي زار معرض السيارات بالرباط ثلاث مرات، مشددا: « كان صديق الحاج »، مضيفا أن بعيوي اقتنى 5 شاحنات مستوردة من الصين في ملكية شركة الحاج المالي وذلك رغم عدم حصولهما على شهادة المطابقة بالمغرب.

وبخصوص الناصري، سرد الشاهد واقعة تدخل الرئيس السابق لفريق الوداد لتمكين 11 شاحنة استوردها المالي من الصين من الحصول على ترقيم w18. وتستخدم سلسلة W18 لتسجيل المركبات التي لا تتوافق مع شروط التسجيل العادية، مثل المركبات التي لا تزال قيد التطوير أو التي تستخدم لأغراض تجارية مؤقتة. وتسمح هذه السلسلة بالتنقل بالمركبة عبر التراب الوطني.

هذا وقررت هيئة الحكم إرجاء مواصلة الاستماع إلى الشاهد، إلى جلسة يوم الخميس المقبل الموافق لـ17 يوليوز.

يذكر أن فصول هاته القضية تفجرت، يوم 21 دجنبر 2023، حين أحالت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية 25 شخصا على النيابة العامة، من ضمنهم 7 في حالة اعتقال و18 في حالة سراح، قبل أن يأمر قاضي التحقيق بإيداع 21 شخصا، بينهم سعيد الناصري عبد النبي بعيوي، رهن الاعتقال الاحتياطي بسجن عكاشة.

تحرير من طرف فاطمة الكرزابي
في 10/07/2025 على الساعة 20:27